تقرير “إرم نيوز” أكد أن لندن تكثف جهودها لدفع العملية الانتخابية في ليبيا، مشيراً إلى أن المحادثات التي أجراها رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، مع السفير البريطاني، مارتن رينولدز، في العاصمة طرابلس ركّزت على تقدم الانتخابات البلدية والعقبات التي تحول دون تنظيم الاستحقاقين الرئاسي والبرلماني.

وأشار التقرير إلى أن المصدر السياسي الليبي المطلع على المحادثات أفاد بأن المفوضية أكدت استعدادها التام لعقد بقية مراحل الانتخابات البلدية، فيما شدد رينولدز على ضرورة استكمال المسار الديمقراطي في البلاد، دون التوصل إلى توافق حول إجراءات محددة.

وأضاف التقرير أن زيارة السفير البريطاني جاءت بعد أسابيع قليلة من إجراء الانتخابات البلدية في ليبيا، والتي شكلت اختباراً جدياً لاستعداد الأطراف المتصارعة لاستكمال الانتخابات العامة.

وأكد التقرير أن المحلل السياسي حسام الدين العبدلي رأى أن مثل هذه الزيارات لا تحقق نتائج واقعية، موضحاً أن المشكلة الرئيسة تكمن في الأطراف العسكرية المسيطرة على الأرض، بينما الحوار المهيكل هو المسار المنتظر لمخرجاته.

وأشار إلى أن دعم بريطانيا سيكون أكثر فاعلية إذا ركز على الضغط على الأطراف الفاعلة لتوحيد المؤسسات.

ولفت التقرير إلى أن العبدلي استبعد أن تكون زيارة السفير الجديد مختلفة، مؤكداً أن سياسة الدول الأوروبية واضحة ولا تقدم رؤية حقيقية لحل الأزمة الليبية، وأن الحل يكمن في الضغط على الأطراف السياسية والعسكرية لتوحيد المسار الانتخابي.

وأوضح التقرير أن هذه التحركات تأتي في وقت تواجه فيه ليبيا انسداداً سياسياً مستمراً منذ انهيار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر 2021، مؤكدًا أن التحرك البريطاني مهم رغم روتينية اللقاءات، إذ يزيد من الضغوط على أطراف النزاع الرئيسة ويبرز جاهزية المفوضية لإتمام الاستحقاقات الانتخابية.

وأشار التقرير إلى قول المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إن الأمر يحتاج إلى أكثر من مجرد لقاءات، عبر تشكيل حكومة موحدة وصياغة قوانين انتخابية توافقية، لضمان استعداد كل الأطراف للقبول بنتائج الانتخابات، وهو هدف صعب المنال في ظل تقاطع المصالح وغياب الإرادة السياسية لتوحيد السلطة التنفيذية.

Shares: