قلل المحلل السياسي، عصام الزبير بشدة من جدية وفاعلية الجهود التي تبذلها البعثة الأممية للدعم في ليبيا، مؤكداً أن كل مبعوث أممي جديد يأتي ليترك الملف معلقاً للمبعوث الذي يليه، في إشارة إلى استمرار الحلقة المفرغة للأزمة.

أكد الزبير، في تصريحات تلفزيونية لفضائية “المسار”، أن الأمم المتحدة لم تتخذ إجراءات حاسمة حيال العديد من القضايا التي أثرت سلباً على المشهد السياسي.

وخص بالذكر “قضية الرشوة الشهيرة” التي شابت لجنة الحوار السياسي الأخيرة، متهماً البعثة الأممية بالتجاهل المتعمد لمثل هذه المشكلات الجذرية.

أشار الزبير إلى أن هناك إشكالية كبيرة تحول دون حل الأزمة، وهي عدم تناول المشكلات التي تؤرق المجتمع الليبي بشكل مباشر، وتجاهل معاناته اليومية.

وأرجع ذلك إلى “التضييق الأمني والخوف من الخطف والاعتقال والقتل”، مما يمنع الليبيين من التعبير عن مشاكلهم بشكل صريح.

وفيما يتعلق بالاستحقاق الانتخابي، تساءل المحلل السياسي مستنكراً عن “كيفية الذهاب للانتخابات في ظل عدم توافر التأمين الأمني وهناك تخوف من خروج الناس إلى مراكز الاقتراع”.

واختتم الزبير تحليله باتهام البعثة الأممية بالتجاهل المتعمد لما يحدث من مشكلات حقيقية على الأرض، مؤكداً أن هذا التجاهل يُعد عائقاً كبيراً أمام إيجاد حل شامل ومستدام للأزمة الليبية.

إلى ذلك، أكدت الأمم المتحدة أن “الحوار المهيكل” في ليبيا يُعد محورا رئيسيا في تنفيذ خارطة الطريق السياسية لإنهاء المرحلة الانتقالية عبر انتخابات وطنية حرة ونزيهة تقبل نتائجها جميع الأطراف.

وأوضحت البعثة في بيان صحفي، قبل أيام أن الحوار المهيكل سيمتد على مدى أربعة إلى ستة أشهر، لافتة إلى أن الإطار الزمني الكامل لخارطة الطريق يتراوح بين 12 و18 شهرا، وأن المراحل المتتابعة للخطة ستقود إلى تأسيس قاعدة توافقية تمهد للاستحقاق الانتخابي المنتظر.

Shares: