نشر الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي شهادته في قضية تمويل حملة الرئيس الأسبق، نيكولا ساركوزي، التي قدمها إلى القاضي سيرج تورنيير، معلقا: “أراد ساركوزي أن يزورني بزنزانة في لاهاي فأرسلناه بفضل الله إلى سجن لاسانتي”.

وطالب الدكتور سيف الإسلام، خلال شهادته، الرئيس الفرنسي، بإرجاع الأموال التي أخذها من ليبيا من أجل حملته الانتخابية، مؤكد ا أن ليبيا مولت حملته.

وأكد سيف الإسلام أن وقائع وأحداث التعاون ودعم مرشح الرئاسة الفرنسية ( Sarkozy Nicolas) بدأت عقب رفع الحظر الدولي على ليبيا، وقفل ملف قضية لوكربي، وبدء نقاش مع الشركات الأوربية حيث كانت ليبيا تنوي تطوير منظومات النقل الجوي وإعادة تأهيل العديد من القطاعات الحيوية وبدء ورشة إعمار واسعة.

وأضاف أنه نتج عن تلك المباحثات وجولات التفاوض مجموعة من الاتصالات التي صاحبت إتمام الصفقات والتي أدت فيما بعد للتعرف على ( Sarkozy Nicolas) والدائرة المحيطة به، والذي كان يشغل منصب وزير الداخلية في تلك الأونة وتطور التعاون معه ليشمل ملفات عدة.

وقال سيف الإسلام إن ليبيا باشرت بعد أقفال ملف قضية ( Lockerbie) وملف (UTA) بعقد عدة صفقات استراتيجية من أهمها صفقة شراء طائرات الإيرباص، وتلقت الجهات الليبية المعنية بالصفقة اتصالات تجارية من وسطاء تجاربين وسماسرة وسياسيين كان من ضمنهم (منصور عجة) وهو رجل أعمال فرنسي من أصول سعودية وهو وسيط بين السعودية وشركة (بتراتش بريس)، ويقال بأنه كان وسيط لصفقة اليمامة المعروفة.

وأضاف أن اتصالات عجة بالسلطات الليبية تناولت عقد طائرات ( Airbus ) وعقود التسليح مع فرنسا وقدم مقترحات بأن تكون العقود مع شركة اسمها ( SOFREASA) لتذليل بعض المصاعب القانونية والإدارية التي قد تعيق إتمام الصفقة لصالح ليبيا الخارجة من حصار دولي قد يكون انتهى من الناحية النظرية لكن تبعاته السياسية والإعلامية والإدارية قد تأخذ وقتا، والتي للأسف اكتشفنا مؤخرا أنها شركة مؤسسة لغرض إتمام الصفقات بين السعودية وفرنسا ومن خلالها يتم تقديم العمولات والرشاوى لأصحاب القرار في تلك الصفقات.

ومن خلال تلك الجولات والمفاوضات تعرف الجانب الليبي على شخص اسمه (MICHEL MAZENS) وهو مدير تلك الشركة في ذلك الوقت وشخص آخر اسمه الإسكند رجوري (DJOURI ALEXANDRE) عن طريق (عجة)، والأخير كان يتمتع بعلاقات جيدة بالحلقة والمجموعة المحيطة بالرئيس (Jacques)، وعرض علينا استعداده بتسهيل كافة الإجراءات بخصوص المفاعل النووي من شركة (Areva) واي تسهيلات تحتاجها الحكومة الليبية.

وأوضح أن الاتصالات مع (DJOURI ALEXANDRE) تزايدت وتعرف علي بشير صالح باعتباره المسؤول على ملف العلاقات الفرنسية وتواصل مع كل هذه الشخصيات، وكل ذلك كان تحت بند تمتين العلاقات الليبية الفرنسية بما يخدم المصلحة المشتركة بدأت في تلك الأونة الانتخابات الفرنسية وكان المرشح (Sarkozy) وزيرا للداخلية، وكان ( DJOURI ALEXANDRE ) والمجموعة المقربة للرئيس Chirac Jacques داعمين للمرشح (DOMINQUE DE VILLEPIN) ضد (Sarkozy)، وتمت متابعة هذه المعلومات من باب استشراف مالات العلاقات الليبية الفرنسية في ضوء التغيير الذي ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية في فرنسا.

وأشار سيف الإسلام إلى أنه من خلال تلك الاتصالات والمشاورات تلقت ليبيا عرضا بدعم حملة (DOMINQUE DE VILLEPIN) الانتخابية وكان من ضمن مطالب تلك المجموعة سداد باقي قيمة تعاقدات أبرمتها ليبيا لتأجير طائرة ( Falcon) الفرنسية الصنع مملوكة لـ (DJOURI ALEXANDRE )، وتم بالفعل مناقشة هذا الأمر معهم وتم سداد قيمة الديون مع الفوائد المترتبة على التأخير، رغم أن وزارة المالية قبل ذلك كانت تتحفظ على دفع الفوائد التي تمسك بها ALEXANDRE DJOURI والتي بحسب ما كان يردده بأنه كان يستعمل قيمة تلك الفوائد في دفع رشاوي للمحيطين بالرئيس Chira Jacques في إطار دعم التعاون مع ليبيا.

وكانت تلك بداية التنسيق مع دائرة الرئيس ( Chirac) والمرشح (DOMINQUE DE VILLEPIN في تلك الأثناء ظهر شخص اسمه زياد تقي الدين تعرف عليه محمد عبد الله السنوسي وعرفه على والده عبد الله السنوسي والذي عرف بنفسه بأنه صديق (Sarkozy ) وعرض ترتيب زيارة له إلى طرابلس وتولى السنوسي ترتيب الزيارة والمقابلة.

وكشف سيف الإسلام أن تقي الدين هو من تكلم مع عبد الله السنوسي والذي تولى بدوره الحديث مع القائد شخصياً وبحث معه موضوع ترشح (Sarkozy) وتحصل منه على وعد بدراسة الأمر، ومنها قام تقي الدين بالتنسيق مع عبد الله السنوسي وابنه محمد بترتيب زيارة وزير الداخلية (Sarkozy Nicolas) وابلغنا بقدومه وقابل ( Sarkozy القائد وتباحثا في طلبه للحصول على دعم من أجل الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية.

وكان منافس ( Sarkozy) هو المرشح (DOMINQUE DE VILLEPIN) ذو حظوظ ضعيفة وأكدت التقارير التي تم طلبها هذا الأمر بالخصوص، مما شجع الدولة الليبية أن تهتم بمسألة دعم Sarkozy، وتحصل فعلا على دعم بمبلغ مليونان ونصف يورو، أرسل السيد Sarkozy مندوب عنه وهو GUEANT CLAUDE الذي استلم المبلغ من بشير صالح حيث تم تسليمه المبلغ نقداً بمكتبه.

ويذكر بشير صالح ذلك مع دعابة حصلت أثناء التسليم وهو أن الحقيبة لم تحمل المبلغ كله بسهولة، حتى صعد عليها (CLAUDE GUEANT) وضغط عليها بقدميه ليتمكن من أحكام أقفالها، وسافر (GUENT CLAUDE) عقب ذلك بالمبلغ الى فرنسا، وكانت جميع هذه الترتيبات بعلم ومتابعة وتنسيق مع تقي الدين.

وبعدها بفترة أفاد عبد الله السنوسي أن زياد تقي الدين أبلغه أن (Sarkozy) علي استعداد للتدخل في جهود إثبات براءته في قضية (UTA) لضعف الأدلة ضد السنوسي وأنه سيعتمد في ذلك على محامي اسمه (HERTZOGTHIERRY) ليقوم بهذه المهمة.

وطلب السنوسي التدخل حيث إن (Sarkozy) طلب زيادة مالية في حدود مليوني يورو، وتم الحديث مع البغدادي في الموضوع حيث إن الاتهام موجه للدولة الليبية في شخص السنوسي وأفاد البغدادي بدراسة الموضوع والتشاو رمع المستوى الأعلى الصرف المبلغ لدعم انتخابات Sarkozy إما من البند السياسي أو من مخصصات أخرى خاصة بالمحاماة في القضايا الدولية المعروفة، وتم بالفعل بعد ذلك منح Sarkozy دعم إضافي بالقيمة المذكورة ولا نعلم بطريقة وكيفية الدفع.

وأكد القذافي أن Sarkozy نجح بالانتخابات الرئاسية وكانت إقامته خلال أول زيارة له بليبيا في فندق المهادي ومن المواقف التي حصلت أثناءها أن السنوسي كان متجها لزيارته بالفندق ولكن منعا من إحراج البرتوكول الفرنسي طلب إلغاء المقابلة والزيارة بالفندق خوفا من الصحفيين والرئيس Sarkozy باعتبار السنوسي بصفته متهم بقضية طائرة ( UTA) حيث اقتصر الأمر علي اتصال هاتفي بينهما.

وفي المحادثة شكر Sarkozy السنوسي على دعم ليبيا له وتطرقا لموضوع إقفال القضية الخاص بالسنوسي وأكد Sarkozy قرب انتهاء القضية وتقييدها ضد مجهول والمكالمة كانت مسجلة وتم الاستماع لها في وقت لاحق لهذه المكالمة وتوجد منها نسختان، نسخة في أرشيف المخابرات الليبية وأخرى عند السنوسي في مكان ما.

وعند مقابلة Sarkozy مع القذافي بعدما أصبح رئيسا لفرنسا، وجه الشكر له علي الدعم وكان هذا بحضور المترجم الخاص مفتاح الميسوري ومن ضمن تعهدات Sarkozy كان وعده بأن يسهل لليبيا الحصول على مفاعل نووي من شركة (Areva) للأغراض السلمية.

وكان Sarkozy في كل مرة يعرض وبإصرار غريب أن تقوم ليبيا بشراء طائرات الرفال الفرنسية وتبين بعدها أن مالك مؤسسة (DASSAULT) يملك مؤسسة إعلامية قوية كانت أحد الداعمين لـ Sarkozy وهذه الصفقة مهمة جدا لـ Sarkozy حيث إنه أعطى وعودا بأنه سيتولى بنفسه تسويق الرافال في الأسواق خصوصاً لمؤسسة (DASSAULT) بعد عدة نكسات للرافال في صفقات بيعها للهند والمغرب، حيث ألغيت الصفقات مع الرافال وحلت محلها F16 الأمريكية.

Shares: