أكد الكاتب الصحفي علي شندب، أن قضية توقيف هانيبال القذافي دخلت مرحلة جديدة بعد ما وصفه بـ”اختراق كبير” في مسارها، مشيرًا إلى أن الجدار الصلب الذي أحاط بالملف طيلة السنوات الماضية بدأ يتداعى، ما يفتح الباب أمام تغيّر جذري في التعاطي القضائي والسياسي اللبناني مع القضية.

وأوضح شندب في مقالٍ نشره بموقع “الشمال نيوز” اللبناني، أن عملية اختطاف هانيبال القذافي من دمشق إلى البقاع تمت بقيادة النائب السابق حسن يعقوب، نجل الشيخ محمد يعقوب المفقود مع الإمام موسى الصدر، قبل أن يتدخل القيادي السابق في حركة “أمل” عقل حمية لتحريره وتسليمه للأجهزة الأمنية اللبنانية. وبيّن أن العملية، وإن اتخذت شكل الضغط لمعرفة مصير الإمام الصدر، فإنها عكست حجم المزايدات بين أركان الطائفة الشيعية، ولا سيما بين يعقوب والرئيس نبيه بري، حول من يمتلك الفضل في تحريك الملف.

وأشار الكاتب إلى أن التطورات السياسية في لبنان، من العدوان الإسرائيلي إلى خروج بعض السجناء المتهمين بالعمالة، أضعفت نفوذ القوى الشيعية على مؤسسات الدولة، بالتزامن مع تصاعد الدعوات العربية والحقوقية للإفراج عن القذافي. وأضاف أن العشائر العربية في لبنان لعبت دورًا محوريًا في الضغط على الحكومة عبر موقف داعم لليبيا القذافية التي وقفت إلى جانب لبنان في أزماته السابقة.

وتوقف شندب عند ما وصفه بـ”اللغز المحيّر” في الكفالة المالية الباهظة البالغة 11 مليون دولار التي فرضها القاضي زاهر حمادة للإفراج عن القذافي، مشيرًا إلى أن هذا الرقم أثار استنكارًا واسعًا بين القانونيين والناشطين. واعتبر أن الكفالة تحمل دلالات سياسية خفية، مرجحًا أن تكون شفرة لا يملك مفاتيحها سوى نبيه بري، وربما تمثل دعوة لاستئناف التفاوض غير الرسمي بين الأطراف اللبنانية والليبية.

وأضاف الكاتب أن الهدف من الكفالة التعجيزية قد يكون تهيئة الرأي العام الشيعي لتقبّل فكرة الإفراج التدريجي، بعد أن تحوّل استمرار الاحتجاز إلى عبء سياسي على بعض الأطراف اللبنانية. كما أشار إلى أن العلاقة بين نبيه بري والرئيس السوري بشار الأسد تضررت بشدة نتيجة اختطاف القذافي من دمشق وعدم إعادته إليها، وهو ما عمّق عزلة بعض القوى الشيعية وأضعف حضورها الإقليمي.

وختم شندب بالقول إن الإفراج عن هانيبال القذافي الذي بدأت أولى خطواته، يجب أن يترافق مع حوار صريح بين الدولة اللبنانية والليبية، بمشاركة قبيلة القذاذفة وأركان الدولة الليبية، لمعالجة ملف الإمام الصدر ورفيقيه بعيدًا عن الابتزاز السياسي والمالي، وطي صفحة الخلاف الممتد منذ 47 عامًا بين البلدين.

 

من قصر العدل إلى مكتب بري.. أسرار كفالة هانيبال القذافي وصراع النفوذ والابتزاز بين بيروت ودمشق

Shares: