قالت صحيفة الشرق الأوسط إن آلاف الليبيين أدلوا السبت، بأصواتهم في 16 بلدية ضمن المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية المؤجَّلة في المناطق، الخاضعة لسيطرة قوات خليفة حفتر، بعد أكثر من شهرين من التأجيل، وسط إشادة بالأجواء الهادئة، وترحيب من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
الصحيفة السعودية أضافت أن وسائل إعلام محلية ليبية، ومنصات مفوضية الانتخابات نشرت على وسائل التواصل تسجيلات مصورة من مراكز الاقتراع، أظهرت توافد الناخبين في أجواء وصفتها المفوضية بأنها هادئة ومنظمة.
وقال عضو مجلس مفوضية الانتخابات، عبد الحكيم الشعاب، إن الاقتراع يسير في أجواء إيجابية مرحّب بها من الناخبين، وسط إجراءات أمنية مستقرة، وعلى مستوى عالٍ، فيما وصف عضو مجلس المفوضية، أبو بكر مردة، مؤشرات الإقبال بأنها مطمئنة.
وأكدت الصحيفة أن الاقتراع شمل 142 مركزاً انتخابياً لاختيار 743 مترشحا ومترشحة بالنظام الفردي، بحسب بيان صادر عن المفوضية، التي أشارت إلى اتخاذ جميع الإجراءات لضمان نزاهة العملية وشفافيتها، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والجهات الرقابية.
وأضافت أن المفوضية وصفت يوم الاقتراع بأنه فرصة لترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة المحلية، مجددة الالتزام بضمان سلامة العملية الانتخابية في جميع مراحلها، وعدّت الانتخابات خطوة أساسية نحو بناء مؤسسات شرعية قادرة على تلبية تطلعات المواطنين.
ونقلت الصحيفة ترحيب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، باستئناف العملية، مشيدة بالاتفاق الذي توصلت إليه مفوضية الانتخابات مع الجهات المعنية لاستئناف هذه العملية الانتخابية المهمة، والإسهام في استعادة شرعية مؤسسات الحكم المحلي.
وحث بيان البعثة الأممية جميع الناخبين المسجلين في هذه البلديات على ممارسة حقهم، والإدلاء بأصواتهم، كما حثّت الأطراف الأمنية على ضمان مناخ يسوده السلام والشفافية.
وأضافت البعثة الأممية أنها ترحب باستئناف العملية الانتخابية في بلديات أخرى، كان سير الانتخابات قد تعطل فيها سابقاً أو تأجل، مشيرة إلى أن التسجيل في تلك البلديات سيبدأ في 20 أكتوبر الحالي، تمهيداً لاقتراع متوقع في فبراير 2026.
وكانت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى ليبيا، هانا تيتيه، قد دعت في وقت سابق إلى السماح بإجراء الانتخابات البلدية سريعا، عادّة إياها خطوة إيجابية على طريق ترسيخ الحكم المحلي.
وشملت المرحلة الحالية من الانتخابات بلديات الجنوب والشرق، من بينها أوجلة، وأوباري، وأجخرة، والكفرة، والقطرون، والجفرة، وجالو، وغات، والمرج، وجردس العبيد، والقرضة الشاطئ، وخليج السدرة، وبراك الشاطئ، وأدري الشاطئ، والغريفة، والشرقية.
ومن المقرر أن يُفتح باب التسجيل، الإثنين المقبل في عدد من البلديات الأخرى، الخاضعة لسيطرة «الجيش الوطني»، بينها طبرق، وقصر الجدي، وقمينس، وسرت، وبنغازي، والأبيار، وتوكرة، وسلوق، وتاغوراء، وسبها، وجنزور، والجديدة.
وشهدت ليبيا مرحلتين سابقتين من الانتخابات المحلية بنسب مشاركة متفاوتة؛ إذ بلغت نسبة الإقبال في المرحلة الأولى، التي جرت في نوفمبر الماضي وشملت 58 بلدية، نحو 60%، فيما ارتفعت في المرحلة الثانية إلى 71% في 26 بلدية من أصل 63، وأسفرتا عن فوز واسع للمستقلين، وتشكيل مجالس جديدة في معظم البلديات.
وتُجرى الانتخابات الحالية وسط انقسام سياسي مستمر بين حكومة الدبيبة، وحكومة حمّاد، التي كانت قد رفضت في وقت سابق إجراء الاقتراع في مناطقها لما قالت إنه عدم التزام من المفوضية بتنفيذ أحكام قضائية، تتعلق بإعادة ترسيم بعض البلديات.


