أكدت صحيفة الشرق الأوسط أن أرملة صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، أشرف مروان، ومصادر مصرية نفت مزاعم إسرائيلية جديدة بتورط الرئيس الليبي الأسبق، القائد معمر القذافي في اغتياله بالعاصمة البريطانية عام 2007.

وقالت الصحيفة السعودية إن الصحافية الإسرائيلية المتخصصة بالشأن المصري، سمادار بيري، نشرت مقالا ادعت فيه، أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أبلغها شخصيا بمسؤولية الرئيس الليبي معمر القذافي عن اغتيال أشرف مروان في لندن.

وأضافت أن بيري زعمت في مقال نشرته بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن مبارك أبلغها بتدبير القذافي لعملية اغتيال مروان، إضافة إلى تمويل الرئيس الليبي لما عرف بتنظيم ثورة مصر الذي اغتال دبلوماسيين إسرائيليين في القاهرة منتصف الثمانينيات، مؤكدة أن مبارك نفى لها أن يكون لإسرائيل أو لمصر دور في اغتياله.

وأكدت الصحيفة أن أرملة أشرف مروان، الدكتورة منى جمال عبد الناصر نفت في تصريحات نقلتها «الشرق الأوسط»، صحة ما ادعته الصحافية الإسرائيلية في مقالها، مؤكدة أنه لا يوجد أي دليل على صدق ما تقوله.

وأضافت منى في تصريحاتها أنه من المستحيل أن يكون للرئيس الليبي معمر القذافي دور فيما حدث لزوجها، في ظل العلاقات الطيبة التي كانت تجمع العائلة مع القذافي وعائلته، لافتة إلى أنه عادّة مثل هذه الأخبار، بمثابة محاولة لنشر أكاذيب لتشويه التاريخ من دون أن تكون هناك، أدلة تدعمها.

ونقلت الصحيفة عن الصحفي المصري عادل حمودة، أن الصحفية الإسرائيلية التي سردت هذا الادعاء لديها خبرة طويلة بالشأن المصري وكانت على علاقة قوية بعدد من الشخصيات السياسية المصرية، لكنه رجح عدم دقّة روايتها لأسباب عدة، من بينها أن الرئيس الأسبق مبارك عندما كان يتحدث بمعلومات لا يطلب عدم نشرها، فضلاً عن حرصه فيما يقال، وما لا يقال للإسرائيليين.

وأضاف حمودة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس الليبي السابق كانت له علاقة جيدة مع أشرف مروان، وهو أمر لم يقتصر فقط عليه، ولكن على غالبية رموز نظامه، مستغربا نشر هذه المعلومة في الوقت الحالي بعد أكثر من 14 عاماً على رحيل مبارك من السلطة، خصوصاً أنه تابع من كثب ملابسات الكشف عن اسم أشرف مروان على يد الباحث الإسرائيلي أهارون بيرجمان عام 2004.

عضو مجلس النواب مصطفى بكري، يدعم رأي حمودة معتبرا، لـ«الشرق الأوسط»، أن مثل هذه الأخبار تهدف لمحاولة تشويه صورة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الذي رفض التطبيع مع إسرائيل وتصدى للعديد من الانتهاكات الإسرائيلية.

وأضاف بكري أن مروان كان جزءاً من خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذها الرئيس الراحل محمد أنور السادات ضد إسرائيل خلال الحرب، وهو حديث وثقه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في سيرته الذاتية نقلاً عن السادات، مشيرا إلى أن الراحل حظي بمكانة وتقدير يليقان به، وبرزا في جنازته التي حضرها كبار المسؤولين بالدولة.

وعلى مدار سنوات، وبمذكرات العديد من القادة الإسرائيليين، ذكر اسم أشرف مروان بعدّه العميل بابل، أوالصهر أو الملاك، لكن اسمه لم يعلن بشكل رسمي، بوقت نشر الموساد وثيقتين عام 2023 تضمنتا طلب مروان مقابلة رئيس الموساد تسفي زامير بشكل عاجل في لندن يوم 5 أكتوبر، ومحضر الاجتماع الذي جرى باليوم التالي، وتضمن تحذيراً من اندلاع الحرب قبل 16 ساعة من نشوبها.

مدير مركز الأمة الليبي للدراسات الاستراتيجية، محمد الأسمر استبعد الرواية الإسرائيلية الجديدة، عادّاً إياها غير منطقية وتفتقد الحد الأدنى من المصداقية، متسائلاً عن الأسباب التي يمكن أن تدفع الرئيس الليبي السابق لمثل هذه الخطوة.

وأضاف الأسمر لـ«الشرق الأوسط» أن القذافي عرف بموقفه المناهض للإسرائيليين وعملائهم، فما الذي يدفعه لتدبير اغتيال رجل مصري وطني بشهادة الجميع نجح في خداع تل أبيب، لسنوات؟.

ورغم عدم وجود معلومات مؤكدة لدى السكرتير الأسبق للرئيس مبارك، مصطفى الفقي، حول تفاصيل الوفاة الغامضة للراحل أشرف مروان، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، فإنه يرجح تعرضه للاغتيال من جانب الموساد الإسرائيلي على خلفية دوره في خطة الخداع الاستراتيجي، وقدرته على إيهام إسرائيل بنقل معلومات صحيحة إليهم خلال الحرب.

وشكل الدور الذي لعبه مروان وهو سكرتير الرئيس الأسبق أنور السادات، أحد الأمور المثيرة للجدل التي تتكرر باستمرار مع ادعاءات إسرائيلية مستمرة بأنه عمل جاسوسا لصالح تل أبيب خلال الحرب، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا، إنه قدم معلومات مضللة وعمل عميلا مزدوجا.

وتوفي مروان بشكل غامض في لندن 27 يونيو 2007 بعد سقوطه من شرفة منزله ولم تتوصل الشرطة الإنجليزية لأسباب وفاته، فيما وصفه الرئيس الراحل مبارك بعد أيام من وفاته، بأنه كان وطنيا مخلصا وقام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها، بينما شارك في جنازته عدد كبير من المسؤولين وقتها من بينهم جمال مبارك نجل الرئيس.

Shares: