قال أستاذ العلوم السياسية ورئيس حزب ليبيا الكرامة، يوسف الفارسي، إن الجلسة المرتقبة التي ستجريها هانا تيتيه المبعوثة الأممية، أمام مجلس الأمن بشأن ليبيا تكتسب أهمية خاصة في ضوء الضغوط الدولية المتزايدة لحسم الملفات العالقة، التي يُفترض أن تنجزها البعثة وفقًا لخارطة الطريق التي أعلنتها.
وأضاف الفارسي في حديث نقلته «العين الإخبارية» أن الحوار بين الليبيين، الذي ترعاه البعثة والمزمع عقده في 20 أكتوبر، قد يمثل بداية لتقارب سياسي، مشددًا على ضرورة دعمه كأمل حقيقي لتجاوز الانقسام السياسي الراهن.
وتباينت آراء خبراء ومحللين ليبيين تحدثت إليهم «العين الإخبارية» حول بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ففيما اعتبر بعضهم أن التجديد يمثل فرصة أخيرة لإعادة تفعيل المسار السياسي وتوحيد المؤسسات، حذر آخرون من أن استمرار البعثة بالنهج ذاته سيجعلها جزءًا من الأزمة لا وسيلة لحلها.
وانتقد باحثون أداء البعثة الأممية، معتبرين أنها لم ترتقِ إلى مستوى التحديات، حيث إن خارطة الطريق السابقة لم تُنفذ بالشكل المطلوب، وأن الأطراف المحلية تعاملت معها بطرق تقليدية عطّلت التقدم.
وأكدوا أن التمديد للبعثة وارد، لكن فاعليتها ستظل مرهونة بقدرتها على إعادة صياغة دورها بما يتماشى مع الواقع السياسي الليبي ومع المقترحات الدولية، خصوصًا الخطة الأمريكية البديلة.
وحذروا من أن استمرار الجمود دون تغيير جوهري في قيادة أو منهجية البعثة سيجعلها مهمشة وغير قادرة على دفع العملية السياسية قدمًا.
وكانت الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا، هانا تيتيه، قد أعلنت في 21 أغسطس الماضي خارطة طريق تتضمن خطوات متسلسلة نحو الانتخابات والمصالحة الوطنية، وتشكيل حكومة جديدة موحدة خلال مدة لا تتجاوز شهرين، غير أن اشتباكات وتحشيدات شهدتها العاصمة طرابلس حاولت عرقلة تنفيذ الخارطة.
وعقدت آخر انتخابات برلمانية في ليبيا عام 2014، بينما لم تُجرَ أي انتخابات رئاسية حتى الآن، رغم تحديد مواعيد سابقة لها في ديسمبر/كانون الأول عامي 2021 و2023 دون تنفيذ.
وبعد أكثر من عقد على الانقسام السياسي وتعدد الحكومات، لا تزال الأمم المتحدة تحاول الإمساك بخيوط مبادرة تسوية تبدو كل مرة أقرب إلى الانفلات.
وتتجه أنظار الليبيين والمجتمع الدولي مجددًا إلى مجلس الأمن، حيث تقف بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمام اختبار جديد.
ويعقد المجلس في 14 أكتوبر الجاري، جلسة مخصصة لبحث تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتي تنتهي صلاحيتها في 31 أكتوبر.
وخلال الجلسة، ستقدم المبعوثة الأممية الخاصة إلى ليبيا، هانا تيتيه، إحاطتها أمام أعضاء المجلس حول آخر المستجدات السياسية والأمنية والإنسانية في البلاد، في ظل استمرار حالة الانسداد السياسي وتأخر المسار الانتخابي.