أكد أحمد ماتكو، عميد بلدية أوباري، أن أزمة انقطاع الوقود في البلدية ليست وليدة اللحظة، بل هي مشكلة مزمنة تتكرر لأسابيع متواصلة، رغم التحركات الأخيرة التي شهدتها المنطقة لتخفيف حدة الأزمة.

وفي تصريحات تلفزيونية لفضائية “ليبيا الأحرار”، أشار ماتكو إلى وجود تحسن ملحوظ في وصول إمدادات الوقود بفضل وصول عدد من الصهاريج، إلا أن هذا التحسن لم يقضِ بعد على ظاهرة الازدحام والطوابير الممتدة أمام محطات الوقود بالبلدية.

وعبّر عميد البلدية عن تفاؤله الحذر إزاء التحرُّكات الأخيرة لـ “شركة البريقة”، لكنه وجّه في الوقت ذاته مطالبات مباشرة للشركة بضرورة زيادة كميات الوقود المخصصة لأوباري.

وكشف ماتكو عن وجود فارق كبير يفاقم الأزمة، مشيراً إلى أن الكميات التي تضخها الشركة لا تتجاوز حوالي 840 ألف طن من الوقود، في حين أن البلدية تحتاج إلى ما يوازي 2 مليون طن من الوقود لتلبية احتياجات سكانها المتزايدة بشكل فعلي.

ولفت ماتكو إلى أن شركة البريقة كانت تتحجج سابقاً بتأخر وصول البواخر الناقلة للوقود إلى ليبيا، وبأن مدن رئيسية مثل طرابلس ومصراتة تشهد ازدحاماً أيضاً، مؤكداً أن هذه “الذرائع” لم تعد مقبولة.

وفي سياق متصل بأزمة الطاقة، تطرق عميد البلدية إلى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، مؤكداً أن البنية التحتية لمرفق الكهرباء في أوباري تعاني من تهالك شديد.

وأوضح ماتكو أن الكابلات المغذية للبلدية قديمة ومتهالكة وتتطلب تغييراً كاملاً، مما يشير إلى أن حل أزمة الكهرباء يتطلب استثمارات عاجلة في التجديد الشامل للبنية التحتية بدلاً من الحلول المؤقتة.

وتعود أزمة الوقود لتلقي بظلالها الثقيلة على بلدية أوباري، حيث تكرّرت مشاهد الطوابير الطويلة والمزدحمة أمام محطات البنزين بصورة ملفتة. وتُعد هذه الأزمة المتجددة مفارقة اقتصادية مؤلمة لبلد يمتلك أكبر احتياطات نفطية في إفريقيا والعالم، ما يثير تساؤلات حادة حول إدارة موارد الطاقة الوطنية والفساد المستشري.

Shares: