أكد الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلاقات الدولية، أن ما يحدث حاليًا في العاصمة طرابلس ومدينة الزاوية هو حالة من “الفوضى وعدم الاستقرار”، مُحملًا المسؤولية لغياب الأجهزة الأمنية الحقيقية في غرب البلاد.
وأوضح الفارسي، في تصريحات تلفزيونية لفضائية “المسار”، أن هذا الصراع المسلح بين الميليشيات يأتي كنتيجة مباشرة لنجاح هذه الجماعات في خلق هذه الفوضى، وهو ما اعتبره دليلاً على فشل المجلس الرئاسي وحكومته في إدارة هذه المنطقة الحساسة.
وشدد الفارسي على أن هذا الوضع الأمني المضطرب يخدم مصالح الأطراف المستفيدة من بقاء الأوضاع كما هي، مشيرًا إلى أن طرابلس تُعد “نقطة ضعف حقيقية” تحول دون تحقيق الاستقرار المنشود في ليبيا.
ونبه أستاذ العلاقات الدولية إلى وجود خطر حقيقي نابع من استمرار وجود هذه الميليشيات، حيث إنها تهدد الأمن الداخلي للبلاد وتؤثر بشكل مباشر على الأوضاع السياسية.
وأشار الفارسي إلى أن محاولات فرض استقرار “هش” في المنطقة قد انهارت بسبب ممارسات الميليشيات، مؤكدًا أن لكل ميليشيا مناطق نفوذ خاصة بها، لا يمكن لأي ميليشيا أخرى أن تتجاوزها، مما يعمق حالة الانقسام والفوضى.
وفي سياق متصل، عاد الهدوء الحذر إلى مدينة الزاوية بعد اشتباكات مسلحة نشبت صباح أمس الأربعاء بين ما يعرف بـ”جهاز مكافحة التهديدات الأمنية” وبين تشكيل مسلح يُعرف بـ”الكابوات”، على خلفية صراع نفوذ.
واندلعت الاشتباكات في الأحياء السكنية قرب منطقة الحرشة، باستخدام أسلحة متوسطة وخفيفة.