قال وزير الداخلية الليبي الأسبق عاشور شوايل، إن واقعة تصفية العميد القمودي وحوادث أخرى مشابهة تعكس وجود شبهة تعمُّد في استهداف ضباط أمن وعسكريين.

وأضاف شوايل في تصريحات نقلتها «الشرق الأوسط»، أن هؤلاء الضباط غالباً يملكون معلومات حساسة تجعلهم هدفاً لقوى تسعى إلى إسكاتهم، أو منعهم من كشف ما لديهم.

ويسلط شوايل الضوء على أن العاصمة طرابلس، كغيرها من مدن ليبية، بيئة خصبة لنمو المجموعات المسلحة التي تعيش على اقتصاد السلاح، محذراً من أن هذه المجموعات تتحكم في مسار السياسة والسلطة.

ولم يستبعد الوزير الليبي السابق فرضية وجود أصابع إرهابية لخلايا “داعش” تقف وراء هذه الحوادث، لكنه رأى أيضاً أن خطر هذه التنظيمات تراجع مقارنة بالسنوات السابقة.

ولم يتبين حتى الآن الطرف الذي يقف وراء اغتيال القمودي الذي خُطف قبل 5 سنوات، وعُثر على جثمانه بـ«مستشفى الخضراء» في أبو سليم في 13 مايو الماضي، في أثناء اشتباكات بين قوات حكومة الدبيبة ومجموعة مسلحة كانت تسيطر على المستشفى.

والكشف الرسمي عن مصير القمودي يذكِّر بحوادث غامضة أخرى أبرزها الإعلان عن مقتل الضابط بجهاز الأمن الخارجي الرائد سليمان بالعروق في جنزور غرب العاصمة في أبريل الماضي، وفق تقارير إعلامية محلية آنذاك، وهو ما تتخوف منه قوى سياسية واجتماعية.

والملاحَظ أن الرائد بالعروق تعرّض – وفقاً لوسائل إعلام محلية – لتصفية جسدية برصاص مسلحين لا يزالون مجهولين حتى الآن، دون أي بيان حكومي رسمي، وهذه الواقعة جاءت متزامنة مع اغتيال العميد علي الرياني، ضابط هندسة الصواريخ، خلال «عملية سطو» على منزله، وفق مصادر حكومية.

ولا يزال الغموض يلف ملابسات الجهة التي تقف وراء واقعة خطف للقيادي بالاستخبارات مصطفى الوحيشي في نوفمبر 2024.

ولا يختلف هذا التقييم كثيراً عن تقديرات تقرير لمعهد «تشاتام هاوس» في فبراير الماضي، بأن مجموعات مسلحة تستفيد من وصولها إلى المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجيستي، لتعزيز سيطرتها على طرق الهجرة وربما توسيع عمليات التهريب التي تنفذها.

وتنتاب قوى سياسية وأمنية في ليبيا بعض المخاوف من تصاعد استهداف قيادات أمنية وعسكرية، على خلفية توصّل السلطات في العاصمة طرابلس إلى معرفة هوية جثة عُثر عليها قبل 3 أشهر، وتبين أنها للضابط بجهاز الأمن الداخلي، محمد القمودي، الذي كان قد خُطف قبل 5 سنوات.

Shares: