أكد فيصل الفيتوري، رئيس الائتلاف الليبي الأمريكي، ضرورة إنهاء معاناة رئيس الاستخبارات السابق في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، عبد الله السنوسي ، الذي يقبع خلف القضبان منذ أكثر من خمسة عشر عاماً دون صدور حكم نهائي في قضيته.

وخلال دعوته للمصالحة الوطنية، أكد الفيتوري في منشور عبر صفحته على موقع “فيسبوك”، أن ليبيا تبنى بالصفح والعدل لا بالانتقام والجدل، مستشهداً بالآية القرآنية “ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى”.

وأضاف الفيتوري أن قضية السنوسي تحولت إلى واحدة من أطول القضايا في تاريخ البلاد الحديث، ما يثير تساؤلات جدية حول مصداقية النظام القضائي الليبي وقدرته على تحقيق العدالة.

منتقدا النظام القضائي، أشار الفيتوري إلى أن استمرار المحاكمة دون حسم قضائي لأكثر من عقد ونصف ليس مجرد شذوذ قانوني، بل هو انتهاك صريح لحقوق الإنسان، مؤكدا أن القضاء ما زال غارقاً في الحسابات السياسية على حساب مهامه الأساسية.

وأضاف أن منظمات دولية مثل أمنيستي إنترناشونال حذرت من أن المحاكم الليبية كثيراً ما تخفق في تلبية المعايير الدولية للمحاكمة العادلة، من خلال حرمان المتهمين من الوصول إلى محامٍ مستقل وحقوق الدفاع المناسبة.

ولفت الفيتوري إلى أن هذه الخطوة تمثل اعترافا أخلاقيا وقانونيا بأن الإنسان لا يجوز أن يُعاقب بلا حكم، مؤكدا أن سيادة القانون تفقد مشروعيتها عندما تُستغل في صفقات سياسية ودينية لا تنتهي.

وأضاف أن الإفراج عن السنوسي لن يُنظر إليه كتنازل أو ضعف، بل كرسالة حضارية مفادها أن ليبيا تبحث عن السلام من خلال العدالة، لا عبر الانتقام.

وأكد الفيتوري أن مستقبل ليبيا يتوقف على قدرتها على تحقيق المصالحة، لافتا إلى أن مبدأ “عفا الله عمّا سلف” الراسخ في الدين والإنسانية “يفتح الطريق نحو تجاوز الماضي”.

وأوضح الفيتوري أن الإفراج عن السنوسي سيكون بمثابة “إعادة الاعتبار لمبدأ العدالة” وسيساهم في “ترسيخ الثقة بالقضاء وفتح باب الأمل أمام مصالحة وطنية شاملة تُعيد للوطن وحدته وكرامته”.

Shares: