كتب السنوسي البسكيري، مدير المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات، مقالاً في موقع “أفريقيا برس” حول خارطة الطريق الأممية الجديدة لليبيا، مسلطاً الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه تنفيذها.
أضاف البسكيري أن منسوب التفاؤل ارتفع مع إعلان البعثة الأممية عن إطلاق خارطة طريق لكسر الجمود والدخول في عملية سياسية تنتهي إلى إجراء انتخابات عامة.
وأوضح أن كثيرين كانوا يحدوهم الأمل في أن تختار البعثة خيار “المجلس التأسيسي” من بين الخيارات المقترحة ليكون الطريق الأقصر لإنهاء الأجسام الحالية والترتيب للاستقرار، خاصة أن الثقة في هذه الأجسام وقدرتها على الاتفاق تراجعت بشكل كبير وفق استطلاعات الرأي.
شدد المقال على أن خيار البعثة كان مختلفاً، حيث رجحت خيار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد إعادة تنظيم المفوضية ومراجعة قوانين الانتخابات ثم إعادة تشكيل الحكومة.
وأشار إلى أن البعثة أعلنت عن الخارطة ودعت مجلس الأمن لدعمها، وهي بصدد تهيئة الظروف للعمل بها، لكن العامل الداخلي والوضع السياسي العام لا يشكل حافزاً لتنفيذها.
أكد المقال أن الغرب الليبي، برغم تجاوز أزمة المجلس الأعلى للدولة نسبياً، يشهد صراعاً قد تكون تداعياته خطيرة، مع تراجع في تأييد حكومة الوحدة التي أصبح الفساد لصيقاً بها، بالإضافة إلى تضارب خياراتها السياسية خاصة مع الارتباط غير المفهوم مع عائلة حفتر في الشرق.
شدد التقرير على أن الأشهر القليلة الماضية أكدت تراجع التماسك في المنطقة الغربية، مما يدلل على أن قيادة حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة للجبهة الغربية ليست محل إجماع، بل نقطة افتراق بين مكونات مهمة في الغرب الليبي.
واعتبر هذا الوضع القلق قابلاً للتطور إلى مشهد أشد تعقيداً مما يضيف عراقيل لخارطة الطريق.
أضاف البسكيري أن الترتيبات العسكرية والأمنية في الشرق لم تكن مؤشر قوة وتماسك، بل ربما انعكاساً لمخاوف تتعلق بالمنافسة داخل عائلة حفتر بين الإخوة المتنفذين مالياً وعسكرياً.
واعتبر ليس دلالة على وضع طبيعي أن يصبح الأخ الرابع في ترتيب الأشقاء الرجل الثاني في الصلاحيات وفق قرار من أعلى السلطات، مشيراً إلى الأثر السلبي لتكريس سلطان العائلة بعيداً عن الشراكة.
أكد المقال أن تصدير الأزمة والهروب إلى الأمام لتجاوز إشكاليات الداخل تميل إليه السلطات العسكرية، لذا قد لا يكون مستبعداً سيناريو البناء على التوترات الكبيرة في المنطقة الغربية ومحاولة استغلال التدافع في العاصمة لفرض واقع جديد عبر القوة العسكرية ومن خلال تفاهمات مع الأطراف الخارجية.
شدد التحليل على أن البيئة السياسية تشهد اضطرابات لا تساعد على تسهيل عمل البعثة وتنفيذ خارطة الطريق، وأن منع تطور الأوضاع سلبياً يتطلب تدخلاً خارجياً من الطراز الثقيل للدفع باتجاه الخارطة والوصول إلى الانتخابات العامة والضغط على كافة الأطراف للقبول بنتائجها.
أضاف البسكيري في ختام مقاله أن التطورات في المشهد الليبي وسلوك القوى المتنفذة تثبت أنها غير مؤهلة بشكل منفرد لقيادة البلاد إلى بر الأمان عبر توافقات وطنية، وأن الضغط الخارجي أو الفورة المحلية هما السبيل لتجاوز العبث وتصحيح المسار.


