أكد تقرير لموقع “أفريكا إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي أن الوضع في العاصمة الليبية طرابلس يشهد تصعيداً خطيراً.

وأكد التقرير أن ميليشيا الردع المحاصرة تقترب من التحالف مع خليفة حفتر، بينما تستعد الميليشيات المتحالفة مع رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة لشن هجوم عليها بسبب رفضها التخلي عن مواقعها الاستراتيجية في العاصمة.

وأشار التقرير إلى أن حفتر قد ينتهز هذه الفرصة لإزاحة الدبيبة من السلطة، في ظل حالة التأهب القصوى التي تشهدها جميع الميليشيات والقوات المسلحة منذ الأول من سبتمبر.

شدد التقرير على أن قوة الردع بقيادة عبد الرؤوف كارة رفضت طلب الدبيبة الانسحاب من مواقعها المحيطة بمطار معيتيقة التجاري والعسكري وفي منطقة سوق الجمعة المكتظة بالسكان، وأنها حشدت رجالها في الأول من سبتمبر لمواجهة هجوم متوقع، بينما ضيق حلفاء رئيس الوزراء الخناق على مواقع الميليشيا.

وبحسب التقرير، فإن الدبيبة يعتمد بشكل أساسي على ألوية مصراتة القوية رغم الخلافات العديدة، إلى جانب اللواء 444 بقيادة محمود حمزة واللواء 111 بقيادة عبد السلام الزوبي، فضلاً عن اللواء 55 بقيادة معمر الضاوي من قبيلة ورشفانة المؤثرة.

أوضح التقرير أن قوات من جيش حفتر دخلت مدينة ترهونة في الأول من سبتمبر، على بُعد حوالي 80 كيلومتراً جنوب شرق طرابلس، وهي المدينة التي لا تزال معقلاً لدعم الجيش الليبي والتي استخدمتها قوات حفتر كقاعدة لهجومها على العاصمة عام 2019.

ولفت إلى أن قوات الردع تعلن الآن تأييدها بشكل أكثر صراحة لهدف الجيش الوطني المتمثل في الإطاحة بالدبيبة، على عكس ما حدث عام 2019، مما يشير إلى تحالف جديد قد يضم أيضاً القائد العسكري للزنتان أسامة الجويلي وأحد فصائل الزاوية بقيادة حسن بوزريبة.

كما كشف التقرير عن عامل مُعقّد آخر يتمثل في التقارب بين معسكر حفتر وتركيا، الداعم الرئيسي للدبيبة، حيث وقعت أنقرة عقوداً عسكرية مع الجيش الليبي في تحول جذري عن موقفها عام 2019 عندما ساعدت في إنهيار هجوم حفتر على طرابلس.

ويتزامن هذا التصعيد مع الإطلاق الرسمي لخارطة الطريق الجديدة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي تدعو إلى تنحي الدبيبة وتشكيل “حكومة موحدة جديدة” خلال الأشهر المقبلة مع التهديد بفرض عقوبات أممية في حال الفشل.

وخلص التقرير إلى أنه في حال اندلاع حرب جديدة، ستواجه تركيا معضلة الاختيار بين حلفائها التقليديين في الغرب وشركائها الجدد في الشرق.

Shares: