قال الباحث السياسي جلال حرشاوي إن عبد الحميد الدبيبة نجح أخيرًا في تشكيل تحالف مسلح كبير ، ربما يصل عدده إلى 1400 مركبة مدرعة، لكنه فعل ذلك متأخرًا بنحو 16 أسبوعًا.
وأضاف حرشاوي عبر منصة “إكس” أن تحرك الدبيبة تأخر كثيرا، فلو نشر هذه القوة تحديدًا بعد اغتيال عبد الغني الككلي مباشرةً، لكان الدبيبة قد اكتسب الشرعية وأصبح من المستحيل إزاحته من منصبه الآن، لكنه لم يفعل وانتهت الفرصة.
الباحث السياسي أوضح أن في ذلك التوقيت كانت الحسابات بسيطة، حيث كان عليه سحق قوة الردع في ثلاثة أو أربعة أيام، ما يصدم العواصم الأجنبية، وإجبارهم على قبول الدبيبة البقاء رئيسًا للوزراء لعدة سنوات أخرى.
وأشار حرشاوي إلى أن هذا منطق متشائم لكنه صحيح، فقط كان يحتاج للسرعة والمفاجأة، لكن ثلاثة أشهر شاقة من البطء محت كل ذلك.
وقال الباحث السياسي إن الخطة أصبحت الآن معلنة للجميع؛ وقد تكيفت معها كل الجهات الفاعلة الرئيسية، المحلية والأجنبية على حد سواء، لافتا إلى أنه إذا شنّ الدبيبة هجومه الآن، فسيستغلّ منتقدوه في الخارج ذلك لتشويه سمعته والضغط من أجل إقالته.
وتوقع حرشاوي ضغوطا دبلوماسية مكثفة من الدول المعادية للدبيبة، مثل تركيا وفرنسا ومصر والإمارات العربية المتحدة وغيرها، وداخل ليبيا، يُمكن القول إن الصورة أخطر مما كانت عليه في أبريل 2019.
وأضاف أن أعداء الدبيبة خارج طرابلس، بمن فيهم معسكر حفتر، أصبحوا أكثر جرأة، فهم مستعدون تمامًا للهجوم على طرابلس، مشيرا إلى أن التحالف الذي شكّله الدبيبة، والمُصمّم لسحق الردع فقط، سيواجه جبهات متزامنة لم يُصمّم للتعامل معها.
واختتم جلال حرشاوي قائلا إنه حتى لو سحقت حكومة الدبيبة قوة الردع بسرعة، فقد تكون النتيجة وخيمة على الدبيبة، فالمناورة التي بدت منطقية في مايو تحمل الآن معنى مختلفًا تمامًا.


