قالت صحيفة “إرم نيوز” إن الخطوط الجوية في ليبيا تواجه وضعا صعبا بعد أن أنهكتها الحروب التي عرفتها البلاد على مرّ عقد من الزمن.

الصحيفة نقلت عن مصدر حكومي مسؤول أن شركة الخطوط الجوية قلّصت عدد وجهاتها إلى 3 فقط، وأصبحت لديها فقط طائرتان تعملان، وسط مخاوف من إفلاسها.

وأضافت “إرم نيوز” عن المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الحروب أدت إلى تدمير كل أسطول الشركة الذي كان يبلغ 17 طائرة، وهو الأمر الذي جعلها اليوم تعاني هذا الوضع الكارثي.

وعلَّق الخبير الاقتصادي الليبي، الدكتور علي الشريف، على الأمر قائلا إن الخطوط الجوية الليبية تمرّ بأزمة خانقة سببها الرئيسي غياب الإدارة الجيّدة، وضعف الحوكمة، ما انعكس على طريقة اتخاذ القرارات، وأفقد الشركة القدرة على التخطيط.

وأوضح الشريف في تصريح نقلته “إرم نيوز” أنّ الأسطول الجوي تضرر بالفعل بشكل كبير، ما أدى إلى بقاء طائرتين فقط قيد الخدمة الآن، وهو عدد غير كافٍ لتحقيق الطلبات المتزايدة، وتحقيق الجدوى الاقتصادية من الشركة.

وشدد على أنّ هذا الواقع قلص القدرة التنافسية للشركة مقابل شركات لديها أساطيل أكبر، وتسبب في تراجع ثقة العملاء نتيجة ضعف الخدمة، وقلة الرحلات المنتظمة، ومع انخفاض العائدات المالية بدأت الديون تتراكم دون وجود خطة واضحة للسداد، أو هيكلة مالية تنقذ هذا الوضع.

واعتبر المحلل السياسي الليبي، إلياس الباروني، أنّ الأزمة السياسية والانقسام السياسي بين حكومتين ومؤسستين للطيران المدني (طرابلس وبنغازي) أدى إلى تضارب القرارات، ما جعل الشركة الليبية غير قادرة على التوسع في المنافسة.

وبيَّن الباروني في تصريحه لـ”إرم نيوز” أن الملف الأمني والسمعة الدولية تعصفان بالخطوط الجوية، لأن الاتحاد الأوروبي لا يزال يفرض حظراً على الطيران الليبي بسبب المخاوف، وعدم تطبيق معايير السلامة، وهذا ما قيَّد حركة الطيران الليبي دوليا.

وأشار إلى أن هناك نقطة أخيرة تتمثل في الفساد، وسوء الإدارة، حيث تعاني الخطوط الجوية من بيروقراطية ثقيلة، وتضارب مصالح بين المسؤولين، إضافة إلى شبهات فساد، وإهدار للموارد، ما جعلها عاجزة عن تجديد الأسطول أو تطوير خدماته.

Shares: