انتقد المحلل السياسي جمال الفلاح خارطة الطريق التي أعلنتها المبعوثة الأممية تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي، معتبراً أنها تكرس للمراحل الانتقالية وتطيل أمد الأزمة الليبية.

وقال الفلاح في تصريحات صحفية، إن تيتيه ربطت تشكيل الحكومة الجديدة بتفاهم مجلسي النواب والدولة على تعديل القوانين الانتخابية، في ظل تأييد المشاركين في استطلاع البعثة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.

وأكد المحلل السياسي أن “من المستحيل اتفاق المجلسين على إصدار قوانين انتخابية عادلة ونزيهة، حيث كان خلافهما بشأنها من أسباب تعطيل الانتخابات سابقاً”.

وأضاف أنه “حتى لو افترضنا اتفاق المجلسين على القوانين، فإن الليبيين فقدوا ثقتهم في نية كل الأجسام في المشهد السياسي للذهاب إلى الانتخابات، سواء المجلسين أم من يقف خلفهما”.

ولفت الفلاح إلى أن “الليبيين خاب ظنهم وفقدوا ثقتهم في المجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي وعد سابقاً بمعاقبة معرقلي انتخابات 24 ديسمبر، لكنه لم يفعل ولم يذكر اسم معرقل واحد ولا عاقبه”.

وحذر من أن “تشكيل حكومة جديدة في ظل الظروف الحالية وعدم جدية مجلس الأمن، يعني تكرار سيناريو الماضي وإطالة أمد المراحل الانتقالية والأزمة، فالمعرقل الحقيقي موجود وهو سلطات الأمر الواقع”.

وشدد الفلاح على ضرورة “الاستفتاء على الدستور قبل تشكيل أي حكومة، لضمان حقوق الليبيين في المرحلة المقبلة، إذا كانت ثمة رغبة حقيقية وجدية وحسن نية”.

وأوضح أن “الليبيين لا يريدون مواصلة العيش في الفوضى وهشاشة مؤسسات الدولة، فكل رئيس يأتي عبر الانتخابات الرئاسية سيبقى أبد الآبدين لأنه لا وجود لدستور”.

وختم بالقول: “إذاً فالدستور أولاً ثم الانتخابات”، مؤكداً أن هذا هو الترتيب الصحيح لحل الأزمة الليبية وضمان الاستقرار السياسي في البلاد.

Shares: