قالت صحيفة “الأيام نيوز” إن الجزائر أعلنت بالتنسيق مع مصر وتونس، عن إعادة تفعيل الآلية الثلاثية الخاصة بليبيا، وهي خطوة محورية تضع دول الجوار في قلب معادلة الحل، بعيداً عن التدخلات الأجنبية التي أطالت عمر الأزمة.

وأضافت الصحيفة الجزائرية أن هذا المسار الذي حظي بدعم صريح من مجموعة “A3+” في مجلس الأمن، يعكس الرؤية الجزائرية الثابتة التي تنادي بأن الحل يجب أن يكون ليبيا ليبيا، وبدعم إفريقي عربي صادق.

الصحيفة أشارت إلى أنه في جلسة عقدت بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، ثمّن ممثلو مجموعة “A3+” (الجزائر، الصومال، سيراليون + غويانا) إعادة بعث هذه الآلية، معتبرين أنها الإطار الأنسب لتوحيد الجهود الدبلوماسية.

ونقلت الصحيفة أن السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، شدد على أن إعادة تنشيط الآلية الثلاثية تمثل بارقة أمل لتعزيز الاستقرار والمصالحة الوطنية في ليبيا، مؤكداً أن دول الجوار هي الأقدر على فهم تعقيدات الملف الليبي والتعامل معه بحساسية ومسؤولية.

“الأيام نيوز” لفتت إلى أن الجزائر وضعت ضمن أولوياتها التنفيذ الفعلي لميثاق المصالحة الوطنية الموقع في أديس أبابا، مبينة أن هذا الميثاق، بحسب المجموعة، يمثل فرصة تاريخية لطي صفحة الانقسام وبناء مؤسسات دولة موحدة وذات سيادة، وهو ما دعت الجزائر مراراً إلى تجسيده على أرض الواقع.

الصحيفة قالت إن الجزائر، ومعها مجموعة “A3+”، شددت على أن الأمن في ليبيا لن يتحقق ما دامت الميليشيات المسلحة خارج سلطة الدولة، لذلك جاء النداء قوياً بضرورة نزع السلاح وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، مع تشجيع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 على تكثيف عملها لتثبيت الاستقرار، فبالنسبة للجزائر، لا يمكن الحديث عن ديمقراطية أو تنمية في ظل سلاح منفلت يهدد السلم الأهلي.

وأعادت الجزائر التأكيد عبر لسان سفيرها أن الحل السياسي في ليبيا سيظل بعيد المنال طالما بقيت قوى أجنبية تستغل البلاد كساحة لصراعات بالوكالة، وهنا برز دعم المجموعة لقرار مجلس السلم والأمن الإفريقي الداعي إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط لجميع القوات الأجنبية من ليبيا.

وترى الصحيفة أن من زاوية اقتصادية، أبدت الجزائر قلقا بالغا إزاء تفاقم الأزمة المعيشية وارتفاع معدلات التضخم في ليبيا، نتيجة غياب ميزانية موحدة وتناقض السياسات المالية، وبالنسبة للجزائر، لم يعد مقبولاً أن يظل الشعب الليبي أسير الوعود المؤجلة والانقسامات التي لا تنتهي.

وتعد مجموعة «A3+» آلية تشاورية غير رسمية تضم الدول الإفريقية غير الدائمة في مجلس الأمن (حاليًا الجزائر، الصومال، سيراليون) مع دولة متضامنة من خارج القارة (غيانا)، بهدف توحيد الموقف الإفريقي داخل المجلس.

Shares: