كشف موقع “أفريكا إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي عن مساعي شركات بريطانية للمضي قدماً في عقود البناء وإعادة الإعمار في ليبيا، من خلال تأسيس هيكل جديد ينافس المؤسسات التجارية القائمة بين البلدين.

وأشار التقرير إلى أن السياسي البريطاني دانيال كاوتشينسكي قد أنشأ جمعية للمساعدة في استعادة العلاقات الاقتصادية بين المملكة المتحدة وليبيا، في خطوة تهدف إلى كسر الجمود التجاري الذي استمر لسنوات.

يسعى النائب البريطاني السابق عن حزب المحافظين، دانيال كاوتشينسكي، إلى تعزيز العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة وليبيا من خلال ترؤسه لجمعية الأعمال الأنجلو-ليبية الجديدة (ALBA)، التي أُطلقت في يونيو الماضي.

وأضاف التقرير أن هذه الجمعية تهدف إلى أن تكون وسيطاً بين السوقين البريطاني والليبي، حيث تُقدم ALBA خدماتها للشركات في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والإنشاءات والصحة والتعليم.

وقد سُجِّل النظام الأساسي للجمعية في لندن في 8 يوليو من قِبل كريم هشام، وهو مواطن بريطاني من أصل ليبي، ولينا سافيكايتي، مما يعكس الطابع المختلط للمبادرة.

وكشف موقع “أفريكا إنتليجنس” أن هذا التوجه يهدف تحديداً إلى تعويض تأخر المملكة المتحدة في مشاريع إعادة الإعمار الضخمة في شرق ليبيا، لا سيما من خلال إقامة روابط مع الصندوق الذي يسيطر عليه بلقاسم حفتر، والذي يتمتع بتمويل وفير منذ أوائل يونيو.

هذا الطموح لا يخلو من مفارقة، إذ دعا كاوتشينسكي، عندما كان عضواً في البرلمان، إلى فرض عقوبات بريطانية على صدام حفتر، شقيق بلقاسم، بسبب صلاته بمجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية.

ومع ذلك، لم يُغفل النائب السابق العاصمة طرابلس في خططه. فبينما اختار صهيب آدم، وهو مواطن مزدوج الجنسية من عائلة ليبية تنحدر أصولها من بنغازي، لتمثيل الجمعية في الشرق، تعتمد المنظمة على هشام، وهو من طرابلس، في الغرب.

يستخدم كاوتشينسكي، وهو عضو سابق في مجلس العموم حتى مايو 2024، علاقاته السياسية لدعم جمعيته. ففي يونيو، عقد أول اجتماع لجمعية الأعمال الأنجلو-ليبية في نادي أثينيوم الخاص بلندن، بحضور ثلاثة أعضاء من مجلس اللوردات، وهم: وزير الخارجية البريطاني السابق لشؤون أفريقيا، هنري بيلينجهام، وجيمس وارتون، واللورد غراهام برادي.

على الصعيد التجاري، رعت هذا اليوم شركة “مجموعة السهل”، الشركة القابضة الليبية الكبرى، التي تعمل في مجالات الزراعة والرعاية الصحية والتوزيع والبناء، بالإضافة إلى شركة الهندسة الليبية “رضا للخدمات التقنية” وشركة الاستشارات البريطانية “أوكريدج جلوبال”.

ينشط كاوتشينسكي منذ عام 2005 في القضايا المتعلقة بليبيا، ويلتقي بانتظام بشخصيات سياسية تزور المملكة المتحدة، مثل وزيرة الخارجية السابقة نجلاء المنقوش في أبريل، ومحمد السنوسي، المقرّب منه والذي التقى به في يونيو الماضي.

بهذا الدور الجديد، ينافس كاوتشينسكي الآن مجلس الأعمال الليبي البريطاني (LBBC)، الذي يرأسه السفير البريطاني السابق في طرابلس بيتر ميليت، مما يخلق نوعاً من التنافس داخل الأوساط التجارية البريطانية المهتمة بالسوق الليبية.

وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة لإحياء العلاقات الاقتصادية الثنائية تُعد محاولة لإعادة تموضع بريطانيا في ليبيا في مواجهة المنافسين الأتراك والمصريين والصينيين، الذين توسعوا بشكل كبير في السوق الليبية خلال السنوات الأخيرة.

كانت بادرة أولى بالإعلان عن عودة شركة بي بي العملاقة، التي وقّعت مذكرة تفاهم مع المؤسسة الوطنية للنفط في يوليو لاستئناف عمليات التنقيب في ليبيا، مما يشير إلى بداية عودة تدريجية للشركات البريطانية إلى السوق الليبية.

Shares: