أكد راقي المسماري، أستاذ القانون الخاص، أن المشهد الأمني في العاصمة طرابلس لم يتغير كثيرًا منذ عهد حكومة فائز السراج، مشيرًا إلى أن الميليشيات لا تزال هي القوة المسيطرة على المدينة.
وخلال تصريحاته لقناة “ليبيا الحدث”، أوضح المسماري أن هذه الميليشيات تسعى الآن للوصول إلى “مائدة المفاوضات” عبر الصراعات، مما أدى إلى مقتل عبد الغني الككلي، وهو ما يرفضه عبد الحميد الدبيبة.
وانتقد المسماري موقف الدبيبة المتراخي تجاه هذه الميليشيات، معتبرًا أنها أصبحت سلطة أمر واقع.
وأشار إلى أنه كان يتعين على الدبيبة نقل المؤسسات الحكومية الكبرى من طرابلس إلى مدينة أخرى لتفكيك نفوذها.
وأضاف المسماري أن الدبيبة يتعامل مع ميليشيا الردع بمنظور مزدوج؛ فهو يرغب في إزاحتها من المشهد السياسي، ولكن في الوقت نفسه، هو ينظر إليها كقوة مسيطرة على المنطقة الغربية.
هذا التناقض يضع علامات استفهام حول استراتيجية الحكومة في التعامل مع هذا الملف الشائك.
وفي سياق الجهود المعلنة لحكومة الدبيبة لإبراز مشهد مستقر في العاصمة طرابلس، فإن الوضع الأمني لا يزال يتسم بالهشاشة، وتتزايد المخاوف من انزلاق المدينة إلى موجة جديدة من التوتر والعنف.
يُظهر المشهد الأمني في طرابلس تناقضًا واضحًا؛ فبينما تسعى الحكومة لإظهار سيطرتها، تبرز بين الحين والآخر أحداث عنف واشتباكات تؤكد أن الميليشيات المسلحة لا تزال هي الفاعل الأبرز على الأرض. هذه المجموعات، التي تسيطر على مناطق واسعة من المدينة، تتنافس على النفوذ والموارد، مما يجعل أي استقرار ممكنًا عرضة للانهيار في أي لحظة.