سلط موقع “إرم نيوز” الإماراتي الضوء على الانتخابات البلدية التي شهدتها ليبيا والتي شملت 26 مجلسًا محليًا، بمشاركة بلغت نحو 71% من الناخبين.

التقرير أكد أن الانتخابات أحيت آمال الليبيين في أن تكون هذه الخطوة حافزًا لإجراء الانتخابات العامة المرتقبة ودافعًا لإنهاء حالة الانقسام السياسي المستمرة منذ سنوات.

التقرير شدد على أنه رغم أعمال العنف التي سبقت الاقتراع، حيث استُهدف مركزان انتخابيان في الساحل الغربي والزاوية، فإن الناخبين تدفقوا بكثافة إلى صناديق الاقتراع، في مشهد اعتبره مراقبون رسالة قوية للفرقاء السياسيين بأن الشارع لا يزال متمسكًا بخيار الانتخاب كطريق وحيد للتغيير.

المحلل السياسي الليبي عبد السلام شبيك رأى أن نسبة المشاركة المرتفعة تعكس تمسك الليبيين بخيار صناديق الاقتراع رغم الانقسامات.

واعتبر أنها رسالة واضحة بأن أي محاولة لتأجيل الاستحقاقات الوطنية لن تكون مقبولة شعبيًا ولا دوليًا.

وأضاف أن هذه المشاركة قد تدفع المبعوثة الأممية هانا تيتيه إلى ممارسة ضغوط أكبر من أجل تسريع المسار الانتخابي، مشددًا على أن التحدي الحقيقي يبقى في مدى جدية الأطراف المحلية في التجاوب مع الزخم الشعبي”.

من جانبه، وصف المحلل السياسي الدكتور خالد الحجازي تسجيل 71% من الناخبين بأنه رسالة واضحة مفادها أن الشعب لا يزال متمسكًا بحقه في التغيير عبر الاقتراع.

وأشار إلى أن استطلاعًا لبعثة الأمم المتحدة أظهر أن 42% من الليبيين يطالبون بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن وسريع.

وأوضح الحجازي أن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة أكدت أن المشاركة الشعبية الواسعة ستكون قاعدة لبناء خريطة طريق جديدة ستُعرض على مجلس الأمن في 21 أغسطس الجاري، تستند إلى توحيد المؤسسات، وضع إطار قانوني منظم للانتخابات، توفير ضمانات أمنية للمسار الديمقراطي، وفرض آليات للمساءلة على المعرقلين.

لكن الحجازي شدد على أن العقبات لا تزال قائمة، أبرزها اقتصار الانتخابات البلدية على مناطق الغرب الليبي، واستمرار الانقسام السياسي بين الشرق والغرب، إضافة إلى غياب التوافق حول القوانين الانتخابية والمخاطر الأمنية الناجمة عن انتشار السلاح والمجموعات المسلحة.

وشدد على أنه: إذا أحسنت المبعوثة الأممية إدارة المرحلة واستطاعت خلق ضمانات دولية للانتخابات فإن نجاح البلديات سيكون بالفعل خطوة تمهيدية نحو الاستحقاقات الكبرى وقد يفتح ذلك الباب أمام مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي وتوحيد المؤسسات.

واختتم حديثه قائلًا: “رغم المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك عقبات لا يمكن تجاهلها من أبرزها اقتصار الانتخابات البلدية الأخيرة على مناطق الغرب الليبي، واستمرار الانقسام السياسي بين مؤسسات الشرق والغرب، وغياب توافق شامل حول القوانين الانتخابية، وأيضا المخاطر الأمنية المرتبطة بانتشار السلاح والمجموعات المسلحة”، بحسب الحجازي”.

Shares: