موقع صحيفة الشرق الأوسط السعودية سلطت الضوء خلال تقرير لها على كارثة غرق قاربين كانا يقلان 95 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، ما أسفر عن مقتل 27 شخصاً على الأقل.
الصحيفة أكدت أن أسر في دول أفريقية عدة عاشت «كارثة جديدة»، عقب الإعلان عن غرق قاربين كانا يقلان 95 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، ما أسفر عن مقتل 27 شخصاً على الأقل.
ويُعدّ هذا الحادث الثاني من نوعه خلال فترة وجيزة، بعد غرق قارب نهاية الشهر الماضي قبالة مدينة طبرق شرق ليبيا، ما تسبب في وفاة 18 مهاجراً، معظمهم من مصر، في حين ظل 50 في عداد المفقودين.
ووصف مصدر في جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة في غرب ليبيا ما حدث لـ«الشرق الأوسط» بأنه «كارثة جديدة».
وقال إن «قاربين تسرّبا من ساحل مدينة الزاوية (غرب ليبيا) الأربعاء، كانا يقلان قرابة 95 شخصاً. لكن أحد القاربين انقلب في البحر المتوسط، فلجأت المجموعة الهاربة إلى القارب الثاني، إلا أنه لم يتحمّل الحمولة الثقيلة فغرق هو الآخر».
وأضاف المصدر ذاته موضحاً: «للأسف لا تزال القوارب التي تديرها عصابات تهريب البشر تحمل المهاجرين من ليبيا إلى الموت المحقق في عمق البحر؛ هذه مافيا كبيرة، ونحن نبذل الجهود لمواجهتها».
من جهته، أكّد المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، فلافيو دي جاكومو، هذه المعلومة عبر حسابه على منصة «إكس»، قائلاً إن المهاجرين «أبحروا من منطقة قرب طرابلس عند فجر الأربعاء، لكن بعد أن تسربت المياه إلى أحد القاربين صعد الركاب إلى القارب الآخر، الذي انقلب تحت وطأة الوزن الزائد».
بدوره قال الحقوقي الليبي، طارق لملوم، إن غالبية الغرقى «من مصر، والصومال، والسودان، وباكستان»، مشيراً إلى أن القارب الذي كان يقل المهاجرين «غرق على بُعد ميلين فقط من سواحل لامبيدوسا».
وبدأ الذعر يسود بعض المناطق المصرية المعروفة بتوافد أبنائها على ليبيا، إثر نبأ غرق القاربين.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر الإيطالي، ماركو أوتافيانو، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، إنه «جرى العثور على 23 جثة، وهناك 60 ناجياً جميعهم بصحة جيدة». وقد نُقلت جثامين الضحايا إلى الجزيرة في أكياس بلاستيكية، وتجري حالياً عمليات التعرف على هوياتهم.
ويبدو أن عدد الضحايا مرشح للزيادة؛ فقد أفاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عبر منصة «إكس»، بأن «ما لا يقل عن 27 شخصاً قضوا قرب لامبيدوسا».
ووفقاً لبيانات، فقد لقي أكثر من 700 لاجئ ومهاجر حتفهم عام 2025 وسط البحر الأبيض المتوسط، الذي يُعد الأكثر خطورة في العالم، حسب المنظمة الدولية للهجرة.
وفي هذا السياق، أوضح لملوم أن «منظمات إنسانية حمّلت الحكومات الأوروبية مسؤولية هذه الوفيات بسبب سياسات الهجرة، وتراجع عمليات الإنقاذ»، لافتاً إلى أن السلطات الإيطالية حمّلت «مهربي البشر المسؤولية»، وأعلنت فتح تحقيق قد يشمل ناجين.
وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال الناجين، وإنقاذ 60 مهاجراً كانوا على متن القارب، الذي انطلق من سواحل العاصمة الليبية طرابلس، من بينهم 4 نساء.
وقالت الوكالة إن قوات الأمن الإيطالية رصدت قارباً صغيراً مغموراً جزئياً، عند ظهر الأربعاء، فأرسلت إلى موقع الحادث مروحية وطائرتين، إضافة إلى 5 سفن، إحداها تابعة للوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل.
يحاول مهاجرون في كثير من الأحيان الوصول إلى إيطاليا عبر جزيرة لامبيدوسا، القريبة من سواحل تونس وليبيا، على متن قوارب متهالكة أو مكتظة.
وأبرمت الحكومة الإيطالية، برئاسة جورجيا ميلوني، اتفاقات مع دول في شمال أفريقيا، قدّمت بموجبها التمويل والتدريب مقابل المساعدة في مكافحة الهجرة غير النظامية.
وحسب وزارة الداخلية الإيطالية، فقد وصل 38263 شخصاً إلى إيطاليا هذا العام عن طريق البحر، وهو رقم مستقر تقريباً مقارنة بالعام الماضي، لكنه منخفض بشكل حاد مقارنة بعام 2023.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد باشرت نقل جثامين 10 مهاجرين مصريين من ليبيا، وذلك بعدما تعرف عليهم ذووهم.