يحبس الليبيون أنفاسهم ترقباً لما ستعلنه المبعوثة الأممية إلى ليبيا ، السنغالية هنا تيتيه، بشأن خارطة طريق جديدة لحل الأزمة السياسية المتواصلة في البلاد منذ سنوات، وسط حالة من الشك والقلق إزاء فرص نجاح أي مبادرة أممية في ظل الاستقطاب القائم.
وأكد موقع “إرم نيوز” أن تيتيه، التي أجرت مؤخرًا زيارة إلى العاصمة الإيطالية روما، جدّدت التزامها بتقديم “خارطة طريق شاملة وواقعية”، لكنها لم تكشف بعد عن تفاصيلها، في حين تتوقّع مصادر ليبية أن تعلن ملامحها خلال إحاطتها المقبلة أمام مجلس الأمن الدولي.
وأوضح الموقع أن تيتيه منذ تسلمها مهامها، أنشأت لجنة استشارية تألفت من 20 شخصية ليبية قدمت في ختام أعمالها 4 اقتراحات لحل الأزمة التي تعرفها البلاد، وهي اقتراحات من المرتقب أن تختار منها البعثة واحدة واعتمادها كخارطة طريق.
وفقًا للمحلل السياسي الليبي حسام الدين العبدلي، تصطدم تلك الاقتراحات برفض غير معلن من الأطراف السياسية في البلاد، وعلى رأسها مجلسا النواب والدولة والحكومتان المتنافستان.
وصرّح العبدلي لـ”إرم نيوز” بأن هذه الأطراف “لا ترغب بخارطة طريق قد تُقصيها من المشهد”، مشيراً إلى أنها “تسعى للمناورة من أجل البقاء”.
وأضاف أن الأطراف السياسية تحاول تعطيل أي حل، بينما تتابع الأطراف العسكرية التطورات بحذر، وقد تلجأ إلى القوة في حال لم تكن الخارطة في صالحها.
واعتبر أن نجاح خارطة تيتيه مرهون بـ”دعم خارجي قوي”، وإلا فإن فرص تطبيقها ستكون ضئيلة.
في السياق ذاته، تتصاعد المخاوف محلياً من انهيار وقف إطلاق النار الهشّ، في ظل تهديدات أطلقها رئيس عبد الحميد الدبيبة بشن عمليات عسكرية ضد جماعات مسلحة ومهربين في غرب البلاد.
أما أحمد دوغة، نائب رئيس حزب الأمة، فعبّر عن تشكيكه في جدوى خارطة تيتيه، مشيراً إلى أن الشارع الليبي “فقد الثقة في البعثة الأممية بعد إخفاقات متتالية لمبعوثين سابقين”.
وأضاف أن “عدداً من المبادرات السابقة ساهمت في تعقيد المشهد بدلاً من حله”.
ورأى دوغة أن نجاح الخطة الأممية المقبلة يعتمد على مدى التزام تيتيه بتحقيق حل فعلي، مع ضرورة تصحيح أخطاء البعثة في الماضي، خاصة على مستوى آليات الحوار وشمول الأطراف المؤثرة في الداخل الليبي.