كشف الباحث السياسي أحمد أبو عرقوب، عن استراتيجية البعثة الأممية في ليبيا لإشراك حكومة الدبيبة في الحوار السياسي القادم من خلال دعم محمد تكالة في رئاسة مجلس الدولة.
أوضح أبو عرقوب، في لقاء مع قناة “العربية – الحدث”، أن البعثة الأممية دعمت بشكل واضح وصريح فوز محمد تكالة برئاسة مجلس الدولة، في الوقت الذي يستغل فيه خالد المشري علاقاته للتشكيك في صحة الجلسة الانتخابية.
وأشار إلى أن البعثة تعاملت بلغة الأرقام ورأت أن حضور 95 عضواً كافٍ لإجراء العملية الانتخابية.
لفت الباحث السياسي إلى أن الجلسة لم تتم وفقاً للنظام أو اللائحة التنفيذية لمجلس الدولة، حيث إن من يجب أن يدعو لانعقاد الجلسة هو رئيس المجلس وليس أي جهة أخرى.
وأكد أن هذه المخالفة يمكن أن يستند إليها المشري في طعنه أمام الدائرة الدستورية.
أبرز أبو عرقوب التغيير الواضح في موقف البعثة الأممية، حيث كانت تتريث في السابق، لكنها هذه المرة أصدرت ترحيباً واضحاً بتولي تكالة الرئاسة، رغم أنها في العام الماضي حضرت التصويت وكانت شاهدة على فوز المشري. كما رحب رئيس الاتحاد الأوروبي أيضاً بهذا التطور.
حلل الباحث السياسي أن الترحيب الأممي قد يهدف إلى إعطاء فرصة لحكومة الدبيبة للقبول بخارطة الطريق المطروحة في 15 أغسطس.
وأوضح أن رئاسة المجلس الحالية تمنح حكومة الدبيبة قوة سياسية وتمثيلاً في الحوار السياسي القادم.
أكد أبو عرقوب أن الخلاف بين المشري وتكالة سياسي بالأساس وليس قانونياً، مشيراً إلى أنه حتى لو قدم المشري طعناً، فالمحكمة الدستورية قد تقضي بعدم الاختصاص، مما قد يؤدي إلى جدال قانوني قد يستمر لعام آخر، وبالتالي يبقى المجلس منقسماً ومهمشاً.
لفت إلى أن الترحيب قد يكون أيضاً عقوبة للمشري بسبب سعيه لتغيير الحكومة بالتوافق مع مجلس النواب، حيث كان المشري يتجه نحو مسار لا يتماشى مع مسار البعثة الأممية، مما دعاها للترحيب بتكالة لقطع الطريق على التوافق بين النواب والدولة.
وفقاً لأبو عرقوب، فإن تكالة لا يدعم تشكيل حكومة جديدة مع البرلمان، بل يدعم توحيد السلطة التنفيذية من خلال حوار سياسي برعاية البعثة الأممية، مما يخدم استراتيجية الأمم المتحدة في الملف الليبي.
خلص الباحث السياسي إلى أن البعثة الأممية نجحت في ضرب عصفورين بحجر واحد: إشراك الدبيبة في الحوار السياسي القادم وإنهاء مسار المشري مع البرلمان، مما يعيد تشكيل خريطة التحالفات السياسية في ليبيا وفقاً للرؤية الأممية للحل السياسي.