انتقد الباحث الأكاديمي محمود الكاديكي غياب وجود استراتيجية وطنية واضحة لتوظيف العمالة في ليبيا، وذلك في تصريحات أدلى بها لفضائية “بوابة الوسط”.

وأشار الكاديكي إلى قرار الرقابة الإدارية الصادر في يناير الماضي والقاضي بوقف التعيينات، والذي طالب في المقابل من الإدارات بضرورة إجراء إصلاحات داخلية.

وأكد الكاديكي على ضرورة تقييم جودة الخدمات التي تقدمها المؤسسات المختلفة للمواطنين، لافتًا إلى وجود أعداد هائلة من الموظفين لا يقابلها أي خدمات حقيقية على أرض الواقع.

كما أرجع الباحث سبب عدم تفاني الموظفين في عملهم وعدم سعيهم لتقديم خدمات فعلية إلى ضعف الرواتب، وهو ما يدفع الكثيرين منهم إلى البحث عن وظائف أخرى، مما يؤدي إلى إهمالهم لعملهم الأساسي.

وشدد الكاديكي في ختام تصريحاته على أهمية أن تتم التعيينات في ليبيا وفق ضوابط قانونية واضحة، وليست بشكل عشوائي أو بهدف تحقيق “مصالح” شخصية. وطالب بأن تتم دراسة كل طلب توظيف بشكل جيد وموضوعي قبل الموافقة عليه.

شهدت ليبيا خلال السنوات الماضية تصاعدًا حادًا في أعداد الباحثين عن العمل. كشفت بيانات وزارة العمل في حكومة الدبيبة، عن تسجيل 241 ألف باحث عن العمل، وهو رقم صادم يعكس حجم التحدي الذي يواجه سوق التوظيف الليبي.

وتُظهر الأرقام أن الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة لتراكمات سنوات من الاختلالات الاقتصادية. ففي عام 2017، كان عدد الباحثين عن العمل 42.8 ألفًا، وارتفع إلى 115 ألفًا في عام 2018، ثم تجاوز حاجز الـ161 ألفًا في عام 2020. هذه القفزة الهائلة خلال ثماني سنوات تؤكد وجود خلل هيكلي في السياسات الاقتصادية، خاصة مع استمرار توقف التعيينات الحكومية منذ عام 2020.

Shares: