أثارت تهنئة نشرتها وزارة الخارجية بحكومة الوحدة، بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، موجة من الانتقادات بعد أن أغفلت الإشارة إلى الدور التاريخي والمفصلي للقائد الشهيد معمر القذافي في تأسيس الاتحاد الإفريقي، مكتفية بالتأكيد على “فخر ليبيا باحتضان قمة سرت 1999″.
البيان، الذي صدر باسم حكومة الدبيبة، أشار إلى أن قمة سرت التي انعقدت في 9 سبتمبر 1999 بمدينة سرت، توّجت بإعلان تأسيس الاتحاد الإفريقي، لكنه تعمد إغفال القائد الذي بادر ودفع بهذا المشروع عبر سنوات من العمل السياسي والدبلوماسي المتواصل، وهو ما أثار استغراب العديد من المتابعين والمؤرخين.
فقد بدأت جهود القذافي منذ منتصف التسعينيات، إذ سعى إلى تحويل منظمة الوحدة الإفريقية إلى اتحاد كونفدرالي إفريقي متكامل على غرار الاتحاد الأوروبي، يحترم سيادة كل دولة، لكن يتيح للقارة اتخاذ قرارات مشتركة في مجالات الحرب والسلم والاقتصاد وإدارة الموارد الطبيعية.
وتمخضت هذه الجهود عن “إعلان سرت” الذي كان بمثابة نقطة تحول في التاريخ الإفريقي الحديث، حيث أرسى القذافي الأساس لتشكيل مؤسسات إفريقية كبرى مثل البرلمان الإفريقي، ومحكمة العدل الإفريقية، وصندوق النقد الإفريقي، والبنك المركزي الإفريقي، فضلًا عن الدفع بفكرة العملة الإفريقية الموحدة، التي شكّلت أحد الأسباب غير المعلنة وراء العدوان الغربي على ليبيا في 2011، وفق عدد من المراقبين الدوليين.
لم تكن مساهمات القائد الشهيد مجرد شعارات، بل مشاريع متكاملة موثقة في أدبيات الاتحاد الإفريقي، وهو ما دفع عددًا من الشخصيات السياسية والأكاديمية الإفريقية إلى اعتباره “الأب المؤسس الحقيقي” للوحدة الإفريقية المعاصرة.
وبرغم هذا الدور المحوري، تجاهلت حكومة الدبيبة في بيانها الإشارة إلى القذافي، وهو ما رآه ناشطون محاولة لتزييف التاريخ وطمس مرحلة مهمة من الذاكرة السياسية الليبية والإفريقية.
ويأتي هذا في وقتٍ يرى فيه محللون أن ليبيا اليوم بأمسّ الحاجة إلى استلهام الرؤية الاستراتيجية التي تبناها القذافي، في ظل الانقسام السياسي، وانكفاء الحكومات الحالية على مشروعات سطحية لا ترقى إلى بناء دور إقليمي أو قاري فاعل للبلاد.
وكانت خارجية الدبيبة تقدمت بالتهنئة إلى الإتحاد الإفريقي ودوله الأعضاء، وذلك بمناسبة إحياء يوم تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية
الخارجية قالت إن هذا اليوم اجتمع فيه الأمل وتوحد فيه المصير، وعبر فيه الأباء المؤسسون عن الإرادة الإفريقية بتوحيد جهودهم ورؤيتهم ونضالهم من أجل النهوض بالقارة الإفريقية
وأضافت: “تفتخر دولة ليبيا بانتمائها للقارة الإفريقية العظيمة، وتعتز باحتضانها لقمة سرت يوم 1999/9/9م، والذي توج بإعلان تأسيس الاتحاد الإفريقي وتدعم جهود الاتحاد في عملية التحول والتكامل القاري، وأهداف وأجندة الاتحاد الإفريقي.
وتابعت: “يحل يوم إفريقيا هذا العام تحت شعار الاتحاد الإفريقي لسنة 2025 العدالة للأفارقة وذي الأصول الإفريقية من خلال التعويضات وهو ما يتماشى مع موقف ليبيا الثابت في المطالبة بإنصاف القارة ورفع الظلم التاريخي عن شعوبها”.
والتعويض العادل لها، مؤكدة على التزامها بمواصلة أداء دورها في الدفاع عن حقوق القارة وتعزيز التعاون مع الدول والمؤسسات الإفريقية
تجدد ليبيا عهدها على مواصلة النضال الذي رسمة الآباء المؤسسون وتعلي راية التضامن الإفريقي راية السيادة والتعاون لا التبعية راية التنمية لا الاستغلال وتلتزم بروح الوحدة من خلال قوة مؤسسات الاتحاد الإفريقي وترابط دوله
بيان خارجية الدبيبة اختتم بستظل دولة ليبيا كما كانت منارة تنادي بالوحدة وتسهم في مستقبل إفريقي.