يرى المحلل السياسي أحمد المهدوي أن الشارع الليبي بات قوة لا يستهان بها، وأنه سيجبر جميع الأطراف السياسية على التوافق، بعد أن كسر حالة “عدم وجود دور للمواطن” بانتفاضته الأخيرة ضد الاشتباكات الدائرة في البلاد.
وفي تصريحات لفضائية “الحدث السعودية”، أكد المهدوي أن الشعب الليبي “انتصر على بلطجة واستخدام عبدالحميد الدبيبة للقبضة الأمنية” في محاولة قمع التظاهرات وإسكات صوت الشارع المنتفض ضد العنف والفوضى.
وأشار إلى أن هذه الانتفاضة الشعبية تمثل تحولًا هامًا في المشهد الليبي، حيث أظهر المواطنون رفضهم القاطع للواقع المرير الذي تفرضه الصراعات المسلحة.
وأبرز المحلل السياسي أن رسالة الشارع الليبي لم تتوقف عند الأطراف المحلية المتصارعة، بل امتدت لتشمل البعثة الأممية، التي وصفها المهدوي بالفاشلة في حل الأزمة الليبية على مدار 14 عامًا من تواجدها في المشهد دون تحقيق أي نتائج ملموسة.
وانتقد المهدوي بشدة بيانات البعثة الأخيرة حول الأحداث، مشيرًا إلى أنها “لم تذكر فيها الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها عبدالحميد الدبيبة ضد الشارع”، واكتفت بدعوات “لضبط النفس” من جميع الأطراف، متجاهلة، بحسب رأيه، الطرف المسؤول عن قمع الاحتجاجات.
وتوقع المحلل السياسي أحمد المهدوي سقوط حكومة الدبيبة في ظل الضغط الشعبي المتزايد والاستقالات المتتالية التي يقدمها عدد من وزراء هذه الحكومة.
وأشار إلى أن الشارع الليبي أظهر عزمه على التغيير، وأن استمرار هذا الضغط سيجعل بقاء حكومة الدبيبة في السلطة أمرًا صعبًا.
في سياق متصل، استنكر المهدوي دعوة مجلس النواب للانعقاد يوم الإثنين المقبل لتسمية رئيس جديد للحكومة، معتبرًا أن هذه الخطوة لا تتناسب مع حالة الغليان في الشارع الليبي.
وأشار إلى أن محاولة فرض حلول سياسية من قبل الأطراف المتصارعة دون استماع حقيقي لصوت الشارع قد تؤدي إلى مزيد من الاحتقان وعدم الاستقرار.
إلى ذلك وتجددت التوترات في طرابلس خلال الساعات الماضية، فيما أكد عبد الحميد الدبيبة، على أن تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد يمر عبر إنهاء جميع الأجسام التي جثمت على السلطة منذ أكثر من عقد.
وقتل عنصر أمن خلال محاولة متظاهرين “اقتحام” مقر حكومة الدبيبة في طرابلس على خلفية تجدد التوترات الجمعة في عاصمة البلاد.
وكان مئات المتظاهرين المدنيين تجمّعوا في ميدان الشهداء بطرابلس في وقت سابق يوم أمس، للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة. فيما تقدم عددا من الوزراء في هذه الحكومة باستقالاتهم.