وصفت قناة بي بي سي البريطانية الجولة الأخيرة من الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة طرابلس بأنها “الأسوأ منذ عام 2014″، مسلطة الضوء على الشرارة التي أوقدتها بمقتل عبد الغني الككلي، وسيطرة “اللواء 444” على معاقل مجموعته.

أوضح تقرير القناة أن جذور الصراع تعود إلى محاولة “اللواء 444″، الذي اكتسب نفوذًا كبيرًا في طرابلس بعد انشقاقه عن “قوات الردع” المكلفة بـ”مكافحة الإرهاب” من قبل المجلس الرئاسي، لبسط سيطرته على مناطق نفوذ الجماعات المسلحة الأخرى.

وأشار التقرير إلى أن المجلس الرئاسي كان قد أسند مهامًا لـ”دعم الاستقرار”، وهو إطار آخر للنزاع، ما يعكس حالة تعدد الولاءات وتداخل السلطات في المشهد الأمني بالعاصمة.

وكشف تقرير بي بي سي عن وجود خلاف بين عبد الحميد الدبيبة وعبد الغني الككلي.

وذكر التقرير أن الخلاف نشب إثر محاولة الككلي فرض نفوذه على الشركة القابضة للاتصالات ردًا على إقالة رئيسها.

وقد تبع ذلك، بحسب القناة، قرار من الدبيبة بإعادة هيكلة جهاز “دعم الاستقرار” بحجة أنه جهاز “غير نظامي”، لتنتشر بعد ذلك صور تُظهر مقتل الككلي داخل أحد مقرات “اللواء 444”.

اعتبرت القناة البريطانية أن تحركات “اللواء 444” عقب مقتل زعيم إحدى أبرز الجماعات المسلحة في طرابلس تهدف بشكل أساسي إلى بسط السيطرة الكاملة وإقصاء أكبر المنافسين عن المشهد الأمني في العاصمة.

ونتيجة لهذه التحركات، دخلت طرابلس في جولة جديدة من الاشتباكات العنيفة التي وصفتها القناة بأنها “الأسوأ منذ عام 2014″، مما يؤكد على عمق الأزمة الأمنية وتصاعد حدة الصراع بين المليشيات المتنفذة في العاصمة.

إلى ذلك تجددت التوترات في طرابلس خلال الساعات الماضية، فيما أكد عبد الحميد الدبيبة، على أن تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد يمر عبر إنهاء جميع الأجسام التي جثمت على السلطة منذ أكثر من عقد.

وقتل عنصر أمن خلال محاولة متظاهرين “اقتحام” مقر حكومة الدبيبة في طرابلس على خلفية تجدد التوترات الجمعة في عاصمة البلاد.
وكان مئات المتظاهرين المدنيين تجمّعوا في ميدان الشهداء بطرابلس في وقت سابق يوم أمس، للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة.

Shares: