في تطور ينذر بتفاقم الأوضاع الأمنية المتردية في العاصمة طرابلس، كشف الناشط الحقوقي طارق حمودة عن وقوع انفلات أمني كبير داخل سجن الجديدة، استغلالًا للاشتباكات المسلحة المستمرة في المدينة. وأكد حمودة أن عددًا من السجناء تمكنوا من الفرار، محذرًا من “خطر داهم” يهدد أمن العاصمة، خاصة وأن العديد من الهاربين يحملون سجلات جنائية خطيرة.
وأوضح حمودة، في تصريحات تلفزيونية لفضائية “بوابة الوسط”، أن غياب بعض حراس السجن، نتيجة لتقدم المجموعات المسلحة التي تسعى لاقتحامه، قد ساهم بشكل كبير في عملية فرار السجناء.
وأعرب الناشط الحقوقي عن أسفه الشديد إزاء هروب هؤلاء السجناء واختبائهم داخل طرابلس، مؤكدًا على ضرورة استقرار الأوضاع الأمنية في المقام الأول لتمكين الأجهزة المختصة من ملاحقتهم واستعادتهم.
وحذر من أن وجود هؤلاء العناصر الخطرة طلقاء في العاصمة يثير شعورًا من القلق لدى الأهالي في مختلف المناطق، خوفًا من قيامهم بأعمال إجرامية تهدد أمنهم وممتلكاتهم.
ورجح حمودة هروب ما يقرب من 50 سجينًا من سجن الجديدة، مشيرًا إلى عدم وجود إحصاء دقيق بأعدادهم حتى الآن بسبب الفوضى الأمنية.
إلى ذلك تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق عملية هروب جماعي لعدد كبير من نزلاء سجن الجديدة في طرابلس، وذلك بالتزامن مع الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المدينة.
وفي بيان، أكد جهاز الشرطة القضائية التابع لحكومة الدبيبة صحة هذه التقارير، مشيرًا إلى أن الاشتباكات التي اندلعت بالقرب من محيط سجن الجديدة قد أدت بالفعل إلى فرار عدد كبير من نزلاء السجن.
وأوضح البيان أن غالبية الهاربين هم من أصحاب الأحكام الثقيلة ومتورطون في قضايا جنائية خطيرة، الأمر الذي يثير مخاوف جدية لدى سكان طرابلس بشأن تداعيات هذا الانفلات الأمني.
ويأتي هذا الهروب الجماعي ليضاعف من حالة الهلع والفوضى التي تعيشها العاصمة جراء الاشتباكات المستمرة بين المجموعات المسلحة، مما يطرح تساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية على السيطرة على الأوضاع وحماية المدنيين