يرى المحلل السياسي، عبدالحكيم فنوش، أن ما تشهده طرابلس ليس مجرد جولة أخرى من الصراع، بل يعكس عمق الأزمة في ظل عدم وجود حاكم فعلي لهذه المليشيات.

وفي تصريحات تلفزيونية لفضائية “الحدث السعودية”، أشار فنوش إلى الانسحاب اللافت لشخصية تدعي رئاسة الأركان من طرابلس، تاركًا هذه المجموعات المسلحة وحيدة في اقتتالها الداخلي.

هذا الانسحاب، بحسب فنوش، يجسد حالة الفراغ القيادي وعدم القدرة على فرض سلطة موحدة.

ويضيف فنوش أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها طرابلس مثل هذه الاشتباكات، مؤكدًا على وجود نمط متكرر. فكلما شعرت إحدى المليشيات بتشكل تحالف بين عدة مجموعات أخرى، فإنها “تختلق النزاع لفض هذا التحالف قبل أن يخرجها من المشهد”.

هذا التكتيك يكشف عن صراع محموم على النفوذ والموارد، حيث تسعى كل مليشيا للحفاظ على مكاسبها ومنع أي قوة أخرى من تهديد سيطرتها.

وجه فنوش انتقادات حادة للوصف الذي تتبناه بعض الدول والمنظمات الدولية للأحداث في طرابلس، والمتمثل في دعوتها “للأطراف المتناحرة بالتوقف عن القتال”.

واعتبر فنوش أن هذه الدول “لا تعرف أي شئ عن ليبيا وعن حقيقة هذه المليشيات”، مشيرًا إلى أن التعامل مع هذه المجموعات على أنها أطراف متساوية ومتنازعة يغفل طبيعتها الحقيقية وأهدافها.

ويرى عبدالحكيم فنوش أن المستفيد السياسي الوحيد من تصاعد هذه الاشتباكات هو عبدالحميد الدبيبة. ففي ظل الحديث عن إمكانية الإطاحة به قريبًا، يرى فنوش أن هذه الفوضى تخدم مصالح الدبيبة، ربما من خلال إضعاف خصومه أو خلق حالة من عدم الاستقرار تجعل تغييره أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

هذا وأعربت الأمم المتحدة يوم أمس عن قلقها الشديد من تصاعد العنف في طرابلس، حيث أدت الاشتباكات الدامية بين قوات حكومة الدبيبة والمجموعات المسلحة إلى مقتل عبد الغني الككلي وإغلاق مؤسسات حيوية في العاصمة، وسط تحذيرات دولية ودعوات لوقف فوري لإطلاق النار.

Shares: