قالت صحيفة الجارديان إن مقتل رئيس إحدى أقوى الميليشيات بأبو سليم في ليبيا ، عبد الغني الككلي المعروف باسم “غنيوة” قائد جهاز قوة الدعم SSA، أدت إلى اشتباكات مسلحة في طرابلس، نتج عنها مقتل ستة أشخاص على الأقل.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن الككلي كان أحد أكثر قادة الميليشيات نفوذا في العاصمة، متورط مؤخرا في نزاعات مع الجماعات المسلحة المتنافسة، بما في ذلك الفصائل المرتبطة بمدينة مصراتة، لافتا إلى أن SSA يخضع للمجلس الرئاسي الذي وصل إلى السلطة في عام 2021 مع حكومة عبد الحميد دبيبة من خلال عملية مدعومة من الأمم المتحدة.
وأوضحت أن اشتباكات مسلحة اندلعت، أمس الإثنين، بين عشية وضحاها وتردد صدى إطلاق النار في وسط المدينة وأجزاء أخرى من طرابلس بعد تقارير عن وفاة الككلي، وأعلن مركز طب الطوارئ والدعم الليبي استرداد ست جثث من مواقع الاشتباكات حول أبو سليم.
وأشارت إلى أن وزارة داخلية الدبيبة دعت المواطنين إلى البقاء في منازلهم من أجل سلامتهم، وبدأ السائقون في السرعة والبوق في العديد من شوارع طرابلس.
الصحيفة لفتت إلى أن أحد المواطنين أكد لـ”رويترز”: “سمعت إطلاق نار كثيف ورأيت أضواء حمراء في السماء، وتردد صدى إطلاق النار في أبو سليم وصلاح الدين”.
وحثت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جميع الأطراف على الوقف الفوري للقتال واستعادة الهدوء، مذكرة إياها بالتزامها بحماية المدنيين، وقالت: “الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب”.
كما وصفت منظمة العفو الدولية والمركز الأوروبي لحقوق الدستور وحقوق الإنسان جماعة كيكلي بأنها واحدة من مرتكبي العنف الرئيسيين داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا، وفقا لتقرير لجنة خبراء مجلس الأمن الدولي في ديسمبر 2024، لافتة إلى الككلي كان شخصية مركزية في ميزان القوى في ليبيا، حيث لعب دورا رئيسيا في تمويل الميليشيات من خلال الممارسات الفاسدة.
الجارديان أكدت أن بصفته زعيما لقوات الأمن الخاصة، فقد اتهم الككلي بالقتل خارج نطاق القضاء والتعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، كما يظهر اسمه في شكوى من 189 صفحة قدمتها المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في 2022 إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث أدرجته من بين مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية المحتملين المرتبطة بالإساءة المنهجية للمهاجرين واللاجئين.
الصحيفة نقلت تصريح ديانا الطحاوي، نائبة المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، في تقرير نشر في عام 2022: “لا يمكن أن يكون مفاجئا أن تتورط ميليشيا الككلي مرة أخرى في جرائم مروعة، سواء ضد المهاجرين واللاجئين أو الليبيين.
الطحاوي أضافت أنه لأكثر من عقد من الزمان، قامت الميليشيات تحت قيادة الككلي بإرهاب الناس في حي أبو سليم بطرابلس من خلال حالات الاختفاء القسري والتعذيب والقتل غير القانوني وغيرها من الجرائم بموجب القانون الدولي، مطالبة بالتحقيق معه، وإذا كان هناك ما يكفي من الأدلة المقبولة، تتم مقاضاته في محاكمة عادلة”.
الصحيفة أشارت إلى أنه في مارس الماضي، أظهرت صورة شاركها ناشط ليبي على منصة “X” الكيكلي في روما، في المستشفى الأوروبي، وهو يزور عادل جمعة، الذي كان يعالج هناك بعد نجاه من هجوم في طرابلس في 12 فبراير.