قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إن روسيا تعمل على إعادة تأكيد نفوذها في ليبيا عبر استقبال حفتر في الكرملين.
بوراص أضافت في تصريح نقله “عربي 21” أن روسيا تؤكد أنها ما زالت فاعلا رئيسيا في الملف الليبي وأن علاقتها بحفتر مستمرة ومتينة، خاصة في ظل تنافس قوى دولية على النفوذ في ليبيا وإظهار حفتر كشريك استراتيجي.
وأكدت أن اللقاء في هذا التوقيت وفي هذا المكان المرموق يمنح حفتر شرعية رمزية ودولية، ويشير إلى أن موسكو تراه ممثلا مهما لجزء كبير من ليبيا، وليس مجرد قائد عسكري محلي، وأيضا من الواضح أن هذا اللقاء بمثابة تحدٍ للعزلة الغربية التي تم فرضها على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، وتحاول موسكو تعزيز علاقاتها في أفريقيا والشرق الأوسط”، وفق تقديراتها.
وأوضحت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب أن استضافة حفتر تندرج ضمن سياسة كسر الطوق الغربي وتحصين مصالح روسيا في البحر المتوسط، فموسكو مهتمة بالوصول إلى الموانئ الليبية وتثبيت موطئ قدم دائم في الجنوب المتوسطي، وحفتر هو أحد المفاتيح لذلك، خاصة في ظل رفض الدولة المصرية لإقامة أي قواعد أجنبية قريبة لحدودها.
وأثار اللقاء الذي عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع خليفة حفتر، كثيرا من التساؤلات عن أهداف الخطوة والرسائل التي تحملها في هذا التوقيت، التي تعاني فيه قوات حفتر من أزمات داخلية آخرها تسريبات تعذيب نائب مختطف منذ عام.
والتقى بوتين لأول مرة حفتر في الكرملين، لبحث آخر التطورات في المشهد الليبي وتعزيز العلاقات بين الطرفين، دون مزيد من التفاصيل.
وزار حفتر روسيا بدعوة من بوتين لحضور احتفالات موسكو بذكرى النصر، والتقى خلالها بعدد من المسؤولين الروس منهم وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلاوسوف، وكذلك سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو.
وناقش حفتر، صحبة نجليه صدام وخالد، آخر التطورات على الصعيدين الدولي والإقليمي، مع التركيز على سبل تعزيز التعاون الثنائي في الملفات ذات الاهتمام المشترك، ودعم جهود تحقيق الاستقرار في ليبيا والمنطقة ككل”، وفق بيان لمكتب حفتر الإعلامي.
مراقبون رأوا أن زيارة حفتر لروسيا الآن تحمل دعما مباشرا وتجديدا للعلاقات الاستراتيجية بين الطرفين وأن موسكو تعيد الرهان على حليفه العسكري بعد ابتعاد أطراف أخرى عنه، وأن الروس قلقون من تقارب حفتر مع تركيا وأمريكا مؤخرا ما يستدعي النقاش معه في هذه الملفات وتأثيرها على علاقاته مع روسيا.