كشف تقرير نشره موقع “إن بي سي نيوز” الأمريكي عن محاولة فاشلة لترحيل مجموعة من المهاجرين الآسيويين والمكسيكيين من الولايات المتحدة إلى ليبيا، قبل أن يتدخل القضاء الأمريكي ويوقف العملية في اللحظات الأخيرة.
وأكد التقرير أن المهاجرين، ومعظمهم من الفلبين وفيتنام ولاوس والمكسيك، استيقظوا في الساعة الثانية والنصف فجراً على يد حراس مسلحين يرتدون معدات تكتيكية، وأُبلغوا بأنهم سيتم إرسالهم إلى ليبيا.
وشدد التقرير على أن المهاجرين صعدوا إلى حافلة وانتظروا لساعات خارج طائرة عسكرية في قاعدة عسكرية بولاية تكساس، قبل أن يُعادوا لاحقاً إلى الحبس الانفرادي بعد صدور أمر قضائي بوقف عمليات الترحيل.
وأوضح التقرير أن المحامين قدموا التماساً طارئاً بعد ورود تقارير عن خطة ترحيل المهاجرين إلى ليبيا، مما دفع قاضياً فيدرالياً لإصدار أمر تنفيذي بوقف عمليات الترحيل إلى دول ثالثة.
ونقل التقرير عن جوني سينوديس، محامي أحد المهاجرين الفلبينيين، قوله إن موكله أُبلغ في وقت سابق من الأسبوع من قِبل موظفي إدارة الهجرة والجمارك بأنه سيُرسل إلى ليبيا.
وأضاف المحامي أنه بعد أيام، مُنح المحتجزون بضع دقائق لجمع أمتعتهم قبل إخراجهم من المنشأة، مُكبلين بالأغلال ومُقيدين إلى حافلة.
وانتقد سينوديس العملية، واصفاً إياها بأنها مثيرة للقلق من الناحية القانونية وغير فعّالة.
وتساءل: “كم يكلف إرسال شخص من المكسيك إلى ليبيا؟ ببساطة، يمكنك نقله بالسيارة إلى المكسيك”.
كما نقل التقرير عن تين نجوين، وهو محامٍ آخر كان موكله على متن الحافلة، قوله: “ليبيا أو السلفادور أو رواندا… أمرٌ مُخيفٌ للغاية بالنسبة للناس. لا يعرفون شيئاً عن هذه البلدان، وما سمعوه عنها مُرعبٌ للغاية”.
وذكر نجوين أن موكله الفيتنامي قد هُدد سابقاً باحتمال ترحيله إلى ليبيا، وأُمر هو وآخرون بتوقيع وثيقة توافق على ترحيلهم إلى ليبيا.
وأضاف: “لم يقرأ الوثيقة. لا يجيد قراءة الإنجليزية، ولم تُترجم إلى الفيتنامية، أو عن طريق مترجم فوري. لذلك رفض التوقيع، ولأنه رفض التوقيع، فُصل عن الآخرين”.
وأفاد التقرير بأن المعتقلين الذين رفضوا التوقيع على قرار الترحيل إلى ليبيا تم وضعهم في غرف منفصلة و”تقييدهم” وإجبارهم على تقديم توقيعاتهم على الوثيقة، وفقاً لما جاء في القرار الطارئ.
وأشار التقرير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو صرح الشهر الماضي في اجتماع لمجلس الوزراء أن الولايات المتحدة “تبحث بنشاط عن دول أخرى لاستقبال الأشخاص”.
وقال روبيو: “نعمل مع دول أخرى لنقول: نريد أن نرسل إليكم بعضاً من أكثر البشر دناءةً إلى بلدانكم. فهل ستفعلون ذلك كخدمة لنا؟ وكلما ابتعدنا كان ذلك أفضل، حتى لا يتمكنوا من العودة عبر الحدود”.
وذكر التقرير أن خطط ترحيل المهاجرين إلى ليبيا أثارت ردود فعل سلبية من جانب المدافعين عن الهجرة والإنسانية، خاصة وأن ليبيا لطالما تعرضت لانتقادات بسبب معاملتها للمهاجرين.
وأكد التقرير أن البعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، خلصت في تقريرها الصادر عام 2023 إلى احتمال “ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ضد ليبيين ومهاجرين في جميع أنحاء ليبيا”.
وأوضح التقرير أن البعثة وثقت أمثلة على “الاعتقال التعسفي والقتل والتعذيب والاغتصاب والاستعباد والعبودية الجنسية والقتل خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري، مؤكدة ممارستها على نطاق واسع في ليبيا”.
وأشار التقرير إلى أن موقع وزارة الخارجية الأميركية على الإنترنت يحذر من السفر إلى ليبيا، ويصنف البلاد على أنها تحت المستوى الرابع، وهو أعلى مستوى تحذيري بسبب “احتمال أكبر للمخاطر التي تهدد الحياة”.