صحيفة الشرق الأوسط رصدت حالة متصاعدة من الاحتقان والغضب الشعبي ضد حكومة الدبيبة في مصراتة، مسقط رأس رئيسها عبد الحميد الدبيبة، والتي تشهد مظاهرات متكررة، وتلويحا بعصيان مدني في ليبيا.

الصحيفة قالت إن المظاهرات ضد حكومة الدبيبة أصبحت مشهدا أسبوعيا مألوفا أمام مجمع المحاكم بمصراتة، الأمر الذي يرجعه عبد الحميد عيسى خضر، أحد قيادات مصراتة، إلى تغول فوضى السلاح والميليشيات، وسوء الأوضاع المعيشية، والفساد المرتبط بتهريب النفط.

وأضافت الصحيفة أن الأمر لم يتوقف عند التظاهرات المناهضة لحكومة الدبيبة، بل تعمق الجدل في أعقاب لقاء قبلي بين أعيان مصراتة والزنتان بحضور الدبيبة، كان هدفه المعلن تحسين العلاقات الأخوية بين المدينتين، لكنه تحول إلى الحديث عن اصطفاف مع الحكومة، وفق عضو المجلس البلدي بمصراتة، عثمان عيسى.

ونقلت الصحيفة أن الفاعليات الوطنية بمصراتة تحدثت عن استغلال هذه اللقاءات الاجتماعية لتكون غطاء لدعم الحكومة، وتمسكت في بيان بإنجاز توافق وطني يفضي لتشكيل حكومة موحدة ومحايدة، تكون مهمتها إنجاز انتخابات رئاسية وتشريعية.

وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع رئيس مجلس أعيان مصراتة، محمد الرجوبي، المعروف على نطاق واسع بتأييده للحكومة، خصوصاً خلال اللقاء مع أعيان الزنتان، لكن لم يتسنَ الحصول على رد.

وأوضحت الصحيفة أن تركيبة المكونات الاجتماعية في مصراتة، شديدة الترابط ولا تتخلى عن أبنائها مهما كان الأمر، والاختلافات تحل اجتماعيا، وفق ما قال مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، شريف بوفردة.

ويعيد بوفردة التذكير بخلافات موجودة بين سياسيين ونافذين من أبناء مصراتة منذ عامين، مستنداً إلى الصراع على السلطة بين الدبيبة ورئيس الحكومة المكلفة من البرلمان السابق، فتحي باشاغا، وكذلك خلافه مع محمد الطاهر عيسي، أحد أعمدة التجارة بالمدينة وعموم ليبيا.

ورغم أن حكومة الدبيبة نجت من موجات غضب شعبي سابقة، فإن عضو المجلس الأعلى للدولة عن مصراتة، أبوالقاسم قزيط، يتوقع أن يتسع الحراك هذه المرة، إلا أنه يرى أيضاً لـ«الشرق الأوسط»، أن الذي يهدد الدبيبة هي البعثة الأممية، وليس الحراك الشعبي.

Shares: