كشف الإعلامي المتخصص في الشأن الاقتصادي، أحمد السنوسي عن كارثة تهدد صحة المواطنين في ليبيا، مؤكداً غياب الرقابة الفعالة على الأدوية المستوردة من الخارج، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
وفي تصريحات تلفزيونية لفضائية “العربية”، أوضح السنوسي أن “الإنسولين” الحيوي لعلاج مرضى السكري يفقد مادته الفعالة بشكل كبير بسبب الإهمال في اتباع إرشادات النقل والتخزين الصحيحة خلال عملية الاستيراد.
وحذر من أن هذا الأمر يحول الدواء إلى مجرد “ماء” لا يقدم أي فائدة علاجية للمرضى.
ولم يتوقف انتقاد السنوسي عند هذا الحد، حيث استنكر بشدة قيام ليبيا باستيراد أدوية علاج مرضى السرطان من شركة عراقية “لأول مرة تصدر إلى خارج بلادها”.
وأبدى دهشته واستغرابه من التعاقد مع شركة غير معروفة دولياً في مجال حساس كهذا، معرباً عن خشيته من جودة وفعالية هذه الأدوية.
وعبر الإعلامي، عن “خيبة أمله” العميقة إزاء وجود وزارتين للصحة في الحكومتين المتنافستين في البلاد، مؤكداً أن أياً منهما “لا تعرف واجباتها نحو المواطن” في توفير الرعاية الصحية الآمنة والفعالة.
كما انتقد السنوسي بشدة ما وصفه بـ”تفكيك وزارة الصحة بحكومة الدبيبة”، حيث تم سحب صلاحيات حيوية منها، مثل إدارة الإمداد الطبي التي أصبحت تتولى استيراد الأدوية بشكل مباشر، وفقدان الوزارة مسؤوليتها عن ملف العلاج بالخارج، وغيرها من الملفات الهامة.
وقلل السنوسي من أهمية إقالة وزير الصحة في حكومة الدبيبة، معتبراً أنها مجرد “ذر للرماد في العيون” كونه لا يزال نائباً لعبد الحميد الدبيبة.
وطالب بمحاسبة المسؤولين بشكل عادل وشفاف عن هذا الإهمال الذي يهدد حياة الليبيين.
وفي ختام تصريحاته، نقل السنوسي صورة قاتمة عن الوضع الصحي في ليبيا، مؤكداً أن “الليبي يفضل الموت على أخذ الأدوية التي يتم جلبها عبر شركات ليست معروفة وغير معتمدة دوليا خاصة في مجال علاج للأورام”، مشدداً على فقدان الثقة في جودة وسلامة الأدوية المتوفرة.
وفي سياق الأزمة،قرر عبد الحميد الدبيبة إقالة وزير الصحة بحكومته وإحالته للتحقيق إثر مخالفات تتعلق باستيراد أدوية لعلاج السرطان من مصنع عراقي دون موافقة هيئة مكافحة السرطان.