اهتمت وكالة سبوتنيك بحملة المقاطعة المشتعلة في ليبيا ضد منتجات شركة النسيم المملوكة لرجل الأعمال محمد الرعيض ردا على تصريحاته المطالبة برفع الدعم عن الوقود والكهرباء المقدم للمواطن.

الوكالة الروسية قالت إن الحملة أطلقها ناشطون ليبيون قبل يومين تدعو إلى مقاطعة منتجات شركة النسيم عقب تصريحاته المثيرة للجدل، والتي أثارت موجة غضب واسعة في الشارع الليبي، انعكست في استجابة سريعة لدعوات المقاطعة.

الحملة تهدف إلى الضغط الاقتصادي على رجل الأعمال، في محاولة للرد على مواقفه التي اعتبرت معادية لحقوق المواطنين الاقتصادية، وسط توقعات بأن تشكل المقاطعة رادعًا حقيقيًا على هذه المواقف.

وقال الناشط الليبي إيهاب العمامي، أحد أبرز الداعمين لحملة المقاطعة، إن الدوافع الرئيسية لهذه الحملة تعود إلى مقترحات قدمها الرعيض، الذي يفترض به أن يسعى لراحة المواطن البسيط، إلى رفع الدعم عن الوقود والكهرباء والماء، ما اعتبره محاولة للإضرار المباشر بالمواطن الليبي.

العمامي أضاف في تصريح نقلته “سبوتنيك”، أن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت الانطلاقة الحقيقية للمقاطعة، ولعبت دورًا كبيرًا في التأثير على الشارع الليبي، إذ انضمت إليها معظم الصفحات العامة والنشطاء المعروفون.

وأكد العمامي أن الحملة مستمرة، وأسعار المنتجات التي تمت مقاطعتها انخفضت بشكل كبير، مع استمرار العزوف عن شرائها، حتى دخلت العديد من منتجات الألبان المقاطعة في مرحلة انتهاء الصلاحية.

الخبير في الشأن الاقتصادي علي المحمودي، يرى أن دوافع حملة المقاطعة التي استهدفت منتجات بعض الشركات تعود بالأساس إلى تصريحات مديري هذه الشركات، الذين دعوا إلى رفع الدعم عن المواطن الليبي أو استبداله بآليات أخرى لا تخدم مصلحة المواطن البسيط.

المحمودي أوضح في تصريح نقلته “سبوتنيك” أن هذه المقاطعة اجتمعت فيها عدة عوامل، اقتصادية، اجتماعية، وسياسية، حيث استغل بعض الأطراف هذه الحملة سياسيًا لتوجيه رسائل معينة، ومع ذلك، فإن الحملة ظلت في جوهرها تعبيرًا عن رفض جماهيري واسع للسياسات المجحفة وارتفاع الأسعار.

الخبير والأكاديمي الليبي فرج المجريسي، قال إن ثقافة المقاطعة في المجتمع الليبي ليست جديدة، فقد شهدنا في السابق حملات شعبية استهدفت المنتجات الداعمة للكيان الصهيــ.وني، وكان لها أثر ملحوظ، لكن ما نشهده اليوم يمثل نقلة نوعية في أساليب المقاطعة ، حيث اتخذت شكلاً جماعيًا واسع النطاق.

المجريسي أضاف في تصريح نقلته “سبوتنيك” أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا محوريًا في تحفيز الرأي العام، خاصة في ما يتعلق بحملة مقاطعة منتجات الرعيض، وذلك عقب تصريحاته المثيرة للجدل حول مسألة رفع الدعم الحكومي.

الأكاديمي أكد أن هذه الحملة ترجمت إلى نتائج ملموسة، وفقًا لإفادات عدد من أصحاب المحال التجارية الذين أكدوا تراجعًا كبيرًا في مبيعات تلك المنتجات.

وتعكس حملة المقاطعة الجارية في ليبيا حالة الوعي الشعبي المتزايد تجاه حقوق المواطنين الاقتصادية وأهمية التصدي لمحاولات المساس بها، ورغم التحديات التي قد تواجه استمرار الحملة وتحقيق أهدافها، إلا أنها تمثل رسالة واضحة لصناع القرار ورجال الأعمال بأن مواقفهم وتصريحاتهم لن تمر دون مساءلة.

Shares: