اهتمت صحيفة العين بتجدد الاشتباكات المسلحة في ليبيا خاصة في طرابلس والزاوية، لافتة إلى تطور حالة الانقسام ما يغزي الحرب الأهلية في البلاد.
الصحيفة الإماراتية قالت إن الاشتباكات في ليبيا لم تهدأ بعد رشقات الرصاص في مدن الغرب الليبي، حتى تجددت الاشتباكات المسلحة في طرابلس والزاوية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
وأضافت أن هذه الاشتباكات أعلنت مرحلة جديدة من الانفلات الأمني والفوضى، وسط صمت رسمي وخوف شعبي متزايد.
العين لفتت إلى أن طرابلس ودعت ضابطا رفيعا وهو العميد علي رمضان الرياني، الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة داخل منزله، حيث كانت مدينة الزاوية تشهد حرب شوارع مدمرة بين المليشيات، مخلفة دمارًا في الممتلكات وحالة من الذعر بين السكان.
الصحيفة الإماراتية أكدت أن هذه التطورات تأتي في سياق معقد تحركه حسابات سياسية وأطماع اقتصادية، بحسب خبراء ومحللين.
ويرى المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، أن ما يحدث ليس مجرد نزاعات عشوائية، بل هو صراع مدروس للسيطرة على مراكز النفوذ، خاصة مدينة الزاوية ذات الأهمية النفطية والاقتصادية.
الترهوني، أضاف في حديث نقلته «العين الإخبارية»، أن الاضطرابات الأخيرة تأتي في وقت تصاعد فيه الحراك الشعبي المطالب بإنهاء الفساد وإجراء انتخابات، وهو ما تخشاه أطراف نافذة تستفيد من الفوضى، لذلك تستخدم المليشيات كأداة لقمع هذا الحراك وإجهاض أي محاولة للاستقرار.
وبحسب مصادر أمنية، تسيطر شبكات مليشياوية مرتبطة بمستشارين حكوميين نافذين على مناطق واسعة تمتد من زوارة حتى جنزور، جنوب العاصمة حيث تنشط عمليات تهريب الوقود والبشر بالتنسيق مع مافيات دولية.
الصحيفة أكدت أن الزاوية، التي تضم واحدة من أهم مصافي النفط الليبية، أصبحت مسرحًا لعمليات إجرامية منظمة تقودها جماعات متعددة الولاءات، تقتسم السلطة بعيدًا عن رقابة الدولة الضعيفة، مما يجعل أي محاولة لإرساء الاستقرار أو فرض القانون مهمة شبه مستحيلة في المدى القريب.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي، تعاني ليبيا من انتشار غير مسبوق للسلاح؛ إذ تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 7 ملايين نسمة
الانتشار الكثيف للسلاح جعل من العنف لغة الحوار الوحيدة بين الفرقاء، وحول المليشيات المسلحة إلى أطراف سياسية تفرض شروطها بالقوة، مما يعمق الأزمة ويعقد مسارات الحل السياسي.