رأى يوسف الفارسي، أستاذ العلاقات الدولية، أن زيارة الوفد الأمريكي الأخيرة إلى ليبيا تهدف بشكل أساسي إلى دعم جهود التقارب بين الأطراف السياسية المتنازعة وتعزيز المسار الأمني الهش، خاصة في منطقة غرب البلاد التي تشهد تحديات أمنية متزايدة.
وفي تصريحات خاصة لفضائية “ليبيا الحدث”، أكد الفارسي أن معوقات جمة لا تزال تعترض طريق حل الأزمة الليبية المستمرة.
وأشار إلى أن الانقسام السياسي العميق وتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية في غرب ليبيا تحديدًا يخلق بيئة معقدة تُعيق إيجاد حلول جذرية للأزمة.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يولي اهتمامًا ملحوظًا بالملف الليبي، مدفوعًا برغبة واشنطن في ترسيخ موطئ قدم لها في ليبيا لتحقيق مصالحها السياسية والاستراتيجية في المنطقة.
وأضاف الفارسي أن ملف الطاقة والغاز الليبي يحظى بأولوية خاصة لدى الإدارة الأمريكية الحالية، حيث تسعى لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الثروات.
وأوضح أن السياسة الأمريكية تتجه نحو تعزيز نفوذها في ليبيا بشكل كامل، والسعي لاستبعاد أي قوى إقليمية أو دولية أخرى تتدخل في الشأن الليبي، معتبرًا أن هذه المقاربة تمثل تحولًا في السياسة الأمريكية تجاه البلاد.
واختتم الفارسي تحليله بالتأكيد على أن خطوات الإدارة الأمريكية في ليبيا لا تخلو من صعوبات وتحديات، إلا أنها تهدف في نهاية المطاف إلى دفع العملية السياسية نحو إجراء انتخابات رئاسية وتشکیل حكومة موحدة في البلاد، وهو ما يمثل هدفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في المنطقة.
وكانت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، قد أعلنت عن وصول السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس ماونت ويتني” إلى ميناء طرابلس، الأحد الماضي، بعد توقفها في تونس.
وقالت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، في بيان، إن وصول السفينة الحربية الأمريكية إلى ميناء طرابلس، يأتي في إطار زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الأمن والدفاع.
وأفادت السفارة بأن السفينة تحمل على متنها وفدا رفيع المستوى يضم قائد الأسطول السادس للبحرية الأمريكية الأدميرال جيه تي أندرسون، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إلى جانب القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية لدى ليبيا، جيريمي برنت.