قال الدكتور موسى إبراهيم، عضو فريق المصالحة الوطنية الممثل لسيف الإسلام القذافي، إن الأسطول الأمريكي السادس الذي وصل أمس إلى الشواطئ الليبية ليس جهازا خيريا فهو الذي قصف ليبيا في 1986، وقتل مواطنين مدنيين في طرابلس وبنغازي.

وأضاف إبراهيم في تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط، أن أمريكا لم تأتِ لحماية ليبيا لكنها جاءت لتسيطر، وتراقب، وتعيد رسم المشهد بما يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل.

وأوضح أن هذا الأسطول شارك في العدوان على ليبيا عام 2011، ودمّر بنيتنا التحتية، ودَعَم الميليشيات، وأسقط الدولة».

واستند إبراهيم في غضبه إلى دور الأسطول السادس في دعم إسرائيل ومساندته في جرائمها بغزة وفلسطين، بحسب قوله، إلى جانب توفير غطاء عسكري لها في البحر المتوسط.

ورست البارجة الحربية الأمريكية ماونت ويتني عدة ساعات في ميناء الشعّاب بالعاصمة طرابلس، قبل أن تنطلق إلى بنغازي مخلّفة حالة من الاعتراض والغضب بين أطياف ليبية.

والبارجة التي أتت ليبيا، الأحد، بعد توقفها في تونس، حملت وفداً عسكرياً رفيعاً ضم قائد الأسطول السادس للبحرية الأمريكية «جي تي أندرسون»، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، والقائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا، جيريمي برنت.

وأثارت زيارة البارجة المفاجئة أسئلة عديدة في أذهان كثير من الليبيين حول المغزى وراء إبحارها إلى البلاد، واستعاد بعضهم «ذكريات سيئة» لمشاركة الأسطول السادس في ضربات عسكرية سابقة على بلدهم.

ولخَّصت السفارة الأمريكية مهمة الوفد العسكري الذي جاء محمولاً على البارجة بأنها تتمثل في مناقشة سبل التعاون الأمني بين البلدين، وتعزيز الأمن الإقليمي، والتأكيد على دعم وحدة ليبيا. لكن سياسيين عديدين لم تُشبعهم مثل هذه الإفادة المقتضبة وذهبوا إلى تفسيرات أبعد، بعضها يتعلق بـ«كرامة» ليبيا و«سيادتها».

وشوهد على ظهر البارجة، وهي في الشعّاب، زمرة من سلطات طرابلس العسكرية والأمنية والسياسية، ضمت رئيس الأركان محمد الحداد، وعضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، والمكلَّف بتسيير وزارة الخارجية الطاهر الباعور، وإبراهيم الدبيبة.

ويرى متابعون أن واشنطن وموسكو تكثفان من وجودهما وتحركاتهما على الساحة الليبية سعيا لحلحلة الأزمة السياسية المعقّدة، لكن هذه المساعي تصطدم بمخاوف بعض من يرونها مجرد حرب باردة على توسيع النفوذ.

واتسعت الساحة الليبية، منذ رحيل النظام السابق، لكثير من الأطراف والأقطاب الدولية المتنافرة والمتعارضة سياسياً، وبات جميعها، بما في ذلك أمريكا وروسيا، يعمل، بحسب متابعين، على رسم خريطة ليبيا على نحو يخدم مصالحها الاستراتيجية.

وتعزز موسكو من وجودها المدعوم من حفتر، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتشير بعض التقارير إلى أن روسيا نقلت قواتٍ وعتادا عسكريا إلى مناطق في شرق ليبيا وجنوبها، ما يزيد من منسوب القلق محلياً ودوليا.

Shares: