السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، كشف عن رؤيته للأزمة الليبية، مشيراً إلى أن الثروة النفطية في البلاد تحولت إلى “لعنة” بدلاً من أن تكون مصدر رخاء ورفاهية للشعب الليبي.
بيومي أوضح ، في حوار خاص أجرته معه صحيفة “الوسط”، أن الانقسام السياسي والأمني الحاد الذي تعيشه ليبيا جعل كل طرف سياسي يسعى للاستيلاء على السلطة، الأمر الذي وصفه بـ”العقدة الحقيقية” التي لن يحلها سوى أصحابها.
وشدد الدبلوماسي المصري المخضرم على أن “الحل الوحيد ينبغي أن يكون ديمقراطياً وعبر صندوق الانتخابات”، مشيراً إلى أن وصول الأوضاع في ليبيا إلى نقطة “الجمود السياسي” يتطلب تحركاً من الأطراف الليبية نفسها نحو التوافق.
وفيما يتعلق بالموقف المصري من الأزمة الليبية، أكد بيومي أن “مصر تعيش قلقاً من الأزمة الليبية وانعكاساتها على الإقليم”، مشدداً على أن مصر “صاحبة مصلحة رئيسية في حل ليبي – ليبي شامل، خصوصاً مع وجود العمالة المصرية بمختلف التخصصات”، بالإضافة إلى كون ليبيا تمثل “بُعداً مهماً في الأمن القومي المصري”.
واعتبر بيومي، الذي ترأس إدارة “إسرائيل” في وزارة الخارجية المصرية سابقاً، أن “الدور الأممي لن يكون محايداً على نحو كامل في مختلف الأزمات، وهو ما ينطبق على ليبيا”، مستشهداً بتتابع المبعوثين الأمميين على ليبيا “دون حل جوهري للصراع بين الفرقاء”.
وشبّه الدبلوماسي المصري الوضع في ليبيا بما يحدث في القضية الفلسطينية، حيث ذكّر بـ”كم القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية، وعطلها الفيتو الأميركي”، مؤكداً أن “ليبيا لن تكون استثناء في هذا الشأن”.
وحول تطورات الأوضاع في السودان وتأثيرها على دول الجوار بما فيها ليبيا ومصر، وصف بيومي الحرب الأهلية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بأنها “أكبر مصيبة تشهدها المنطقة”.
وتوقع أن “دائرة الصراع ستمتد سنوات” بسبب التدخلات الإقليمية التي “تعقد مسار الحلول السياسية”.
وفي سياق متصل، تطرق بيومي إلى السياسة التركية في التعامل مع ملفات المنطقة، موضحاً أن “المحرك الرئيسي لطموح رجب طيب إردوغان خلال فترات سابقة هو الصراع على اكتشافات الغاز في البحر المتوسط”، لكنه أشار إلى أن “التغيرات المتلاحقة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية جعلته يعيد ترتيب حساباته”.