كشف تقرير لموقع “أفريكا إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي عن مساعي الأمازيغ في غرب ليبيا للتفاوض مع شركة “إيني” الإيطالية والحكومة الليبية للحصول على حصة من عائدات النفط والغاز المستخرجة من أراضيهم، وسط توترات متصاعدة مع جماعات مسلحة من الزنتان تتولى تأمين المنشآت النفطية في المنطقة.

وبحسب التقرير، بدأت بلديات جيادو ورأس الطبل والرحيبات في منطقة جبل نفوسة بالتواصل مع شركة “إيني” لضمان توظيف سكان المنطقة في المشاريع النفطية، أو في تأمين الحقول، أو الحصول على عقود مع شركات خدمات النفط، كما تسعى للاستفادة من الأنشطة الخيرية للشركة الإيطالية.

ويأتي هذا التحرك بعد إعلان المؤسسة الوطنية للنفط في مارس عن مشاريع تطوير امتيازات جديدة، في وقت تخطط فيه البلديات الثلاث للتواصل مع شركات نفط أجنبية أخرى عاملة في ليبيا، بما في ذلك شركة ريبسول الإسبانية وتوتال إنرجيز الفرنسية وكونوكو فيليبس الأمريكية.

وأشار التقرير إلى أن مطالب الأمازيغ تأتي وسط استياء متزايد من نقص الاستثمارات في البنية التحتية الأساسية كالمستشفيات والمدارس مقارنة بالمناطق الأخرى في طرابلس، فضلاً عن شعورهم بالعزلة السياسية.

ويزيد الوضع تعقيداً الخلافات بين المجتمع الأمازيغي والزنتانيين، حيث يطالب الأمازيغ بانسحاب قوات الزنتان من منطقتهم واستبدالهم بسكان محليين لتأمين حقول النفط، في وقت أرسل فيه وزير الداخلية بحكومة الدبيبة عماد الطرابلسي، وهو من الزنتان، قوات إلى المنطقة في مارس لتأمين الحدود بين ليبيا وتونس.

وسبق أن أدت هذه التوترات قبل عام إلى مواجهة بين قوات الأمازيغ وقوات الزنتان حول تأمين معبر رأس جدير الحدودي، مما أدى إلى إغلاقه لعدة أشهر.

وفي سياق متصل، كشف التقرير عن محاولة إبراهيم الدبيبة، ابن شقيق رئيس الوزراء، التحالف مع القائد العسكري الزنتاني أسامة الجويلي، لكن الأخير رفض طلبه خلال لقاء جرى في فبراير الماضي.

وإبان أحداث 2011، تصاعد الحراك الأمازيغي من أجل الحصول على مطالبهم، فقد أعلنوا عن هويتهم في سبتمبر 2011، أثناء انعقاد المؤتمر الأمازيغي الأول في طرابلس، حيث رفع لأول مرة العلم الأمازيغي المكون من ثلاثة ألوان أفقية هي الأزرق والأخضر والأصفر، يتوسطه حرف “الزاي” باللغة الأمازيغية باللون الأحمر.

Shares: