قال موقع “عربي 21” إن معلومات متداولة أشارت إلى أن إيران تسعى لإرسال أسلحة إلى حزب الله في لبنان، عبر ليبيا، وذلك بعدما تدمير ممر سوريا ـ العراق البري، في محاولة لإمكانية تحول ليبيا إلى ممر بديل.
الموقع استند إلى تقرير تحليلي لمركز “ألما” الصــ.ــهيوني الذي أكد أن هناك دورا محتملا ليبيا كجزء من مسار جديد للدعم الإيراني لحزب الله اللبناني، بعد انهيار الممر البري عبر العراق وسوريا، مؤكدا استغلال إيران للأوضاع غير المستقرة في دول مثل السودان وليبيا، لتعزيز قدراتها اللوجستية في دعم حزب الله.
تقرير مركز “ألما” الذي يتخذ من “الجليل” مقرا له أشار إلى أن الحدود المشتركة بين السودان وليبيا غير خاضعة للرقابة بشكل كبير، ما يجعل ليبيا منطقة جذابة لإيران لـ”تهريب الأسلحة” والموارد المالية، وكذلك تميّز الوضع الليبي بالانقسام السياسي وعدم الاستقرار الأمني، ما يوفر بيئة مثالية للإيرانيين لتنفيذ عملياتهم دون مواجهة مقاومة كبيرة.
صفحة المركز على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، ذكرت أن حفتر قد يكون له دور في الأمر كون قواته تسيطر على شرق وجنوب ليبيا، وهي المناطق التي قد تُستخدم كممرات جديدة لطهران بخصوص إرسال إمدادات لحزب الله في لبنان.
عربي 21 نقل عن مراقبين ليبيين أن المعلومات الواردة في التقرير، والتي نقلتها منصة ليبية محلية غير دقيقة، ولا توجد أي علاقات بين ليبيا وإيران تسمح للأخيرة بالإقدام على هذه الخطوة.
وأبرز المراقبون أن الخلافات بين أمريكا وإيران الآن تجعل أي مسؤول عربي يسارع بالابتعاد عن طهران أو عقد أي صفقات معها خوفا من الغضب الأمريكي الذي يمكن أن يتعرض له.
ويرى المراقبون أن الحل هو الجنوب الليبي، عبر بعض الممرات البرية الصحراوية الخاضعة لسيطرة قوات حفتر عبر حدود السودان، في مناطق خاضعة لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي” وكذلك بعض الممرات القليلة في الشرق الليبي.
وأضافوا أن المعضلة الأكبر تكمن في كيفية إيصال الأسلحة إلى لبنان برا كونها لا ترتبط بأي حدود مع ليبيا، لكن يمكن التحايل على الأمر عبر البحر إلى تركيا ثم إلى لبنان، وهذا يحتاج موافقات وتنسيقا عاليا جدا يجعل المقترح غير قابل للتطبيق، ما أثار السؤال: هل تتحول ليبيا فعلا إلى مسار جديد لإرسال أسلحة إيرانية إلى حزب الله في لبنان؟ وما المسار المتبع لذلك؟.
وقال المحلل السياسي الليبي وخبير العلاقات الدولية، أسامة كعبار، إن التقرير بخصوص هذا المسار الإيراني المزعوم يصنف ضمن الأخبار الكاذبة، والتي لها هدف ومراد آخر، وهذا ذكرنا بما سوقته الحكومة الصــ.ــهيوني بقطع المقاومة لرؤوس الأطفال أثناء عملية 7 أكتوبر، والتي ثبت زيفها.
وأضاف في تصريحه نقله “عربي21 ” أن هذه الفرية من قبل مركز بحثي صــ.ــهيوني المستهدف منها تحديداً الجيش السوداني، خاصة بعد الانتصارات التي حققها في دحر قوات مرتزقة “حميدتي” في الخرطوم وقرب هزيمتها في إقليم دارفور.