ذر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الدكتور عبدالله الأشعل، من مخطط لتقسيم ليبيا في ظل الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد، مشيراً إلى وجود مؤشرات خطيرة تنذر بتحقق هذا السيناريو.

وأكد الأشعل في حوار مع صحيفة “الوسط”، أن ثروة ليبيا كانت محط أطماع دولية منذ عقود، وعدم التفاهم بين بعض الدول حول الصراع الداخلي الليبي مع استمرار الانقسام السياسي، يزيد من المخاطر المحدقة بوحدة البلاد.

الدبلوماسي المخضرم لفت لخارطة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في عام 2013، تحدثت عن إمكانية إعادة تقسيم ليبيا إلى أقاليمها التاريخية الثلاثة: “طرابلس” و”برقة” و”فزان” كما كانت خلال العصر الملكي، مشيراً إلى أنه سبق وأن كتب مقالات في صحيفة “الحياة” اللندنية حول مخطط برنارد لويس لتقسيم المنطقة.

وشدد الأشعل على أن “لا حل للأزمة الليبية سوى ظهور رجال ليبيين من شرق وغرب وجنوب البلاد على قدر المسؤولية، يستشعرون خطر اللحظة، ويدركون حجم التهديدات التي تطول بلادهم، خصوصاً الخارجية”.

وفيما يتعلق بإعادة فتح ملف “لوكربي” والقبض على المواطن الليبي أبوعجيلة المريمي، اعتبر الأشعل أن ذلك يمثل محاولة ابتزاز أمريكية جديدة لليبيين، مشيراً إلى أن هشاشة الوضع الداخلي في ليبيا وتجذر الصراع على السلطة، إلى جانب الاستقطاب الخارجي للأطراف الداخلية، فتح شهية دول غربية للتدخل في ليبيا.

وتأجل مثول أبو عجيلة أمام هيئة محلفين بواشنطن في أكتوبر 2023، ومن المقرر أن يمثل الرجل البالغ من العمر 71 عامًا، يوم 12 مايو 2025، بزعم أنه أول مشتبه به في الهجوم.

ويواجه أبو عجيلة، تهماً في الولايات المتحدة بـ”ضلوعه في التخطيط وتصنيع القنبلة” التي أسقطت الطائرة فوق منطقة “لوكربي” وبارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب.

وفي نوفمبر عام 2022، أصدرت عائلة أبوعجيلة مسعود، بياناً طالبت فيه المسؤولين في ليبيا بـ”محاسبة حكومة الدبيبة بتهمة اختطافه وسجنه غير المشروع وبعدها تسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته.

وأضاف الأشعل: “أمريكا تفتش اليوم في دفاترها القديمة، وتبحث عن سبل لابتزاز الليبيين، خصوصاً مع وجود أرصدة ليبية مجمدة في الولايات المتحدة تجعلها موضع أطماع أمريكية، وربما تكون هذه هي البداية فقط”.

وربط الأشعل بين أوضاع ليبيا والتطورات الإقليمية، محذراً من أن انقسام السودان سيمثل خطراً محدقاً على ليبيا ومصر.

 

Shares: