قال موقع ميدل إيست أونلاين إن الولايات المتحدة تدرس سحب قواتها من ليبيا، في خطوة يتنظر أن تؤثر سلبا على المصالح الأمريكية، خاصة في ظل تنامي النفوذ الروسي في المنطقة.
وأضاف الموقع الإنجليزي أن الولايات المتحدة تدرس سحب قواتها المتواجدة في شمال أفريقيا بما في ذلك ليبيا، ما يشير إلى تغييرات إستراتيجية في الحضور العسكري الأمريكي بالمنطقة، ما يثير تساؤلات بشأن هذا التوجه خاصة في ظل التحركات الروسية الرامية إلى تعزيز نفوذ موسكو في القارة الإفريقية.
وأوضح أن الجنرال مايكل لانجلي قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” أثار هذه المسألة خلال جلسة استماع برئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، مسلطا الضوء على دور القيادة في الاستراتيجية الدفاعية.
موقع ميدل إيست أوضح أن تقارير دولية أشارت إلى أن النية تتجه إلى دمج “أفريكوم” مع القيادة الأوروبية في مقر موحد بألمانيا، ما من شأنه أن يؤدي إلى تقلص الحضور العسكري في عدة دول من بينها ليبيا، فيما تنذر الخطوة المنتظرة بتحولات جيوسياسية بالمنطقة.
ونقل موقع أخبار شمال أفريقيا عن المحلل السياسي الليبي سليمان البيوضي قوله إن القرار الأمريكي بتقليص أو إنهاء الوجود العسكري في ليبيا ليس سهلا باعتبار التحديات المترتبة عليه، محذرا من أن هذه الخطوة تضعف الردع الدولي وتؤثر سلبا على مصالح الولايات المتحدة.
وأشار الباحث السياسي محمد امطيريد إلى أن تراجع الوجود الأمريكي في ليبيا قد يمنح الفرصة لقوى دولية أخرى لتوسيع نفوذها، خاصة في الجنوب الليبي.
وعملت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا خلال الأعوام الماضية على تعزيز وجودها في ليبيا، حيث وفرت الدعم والتدريب العسكري لقوات من شرق وغرب ليبيا، ضمن مساعيها لبسط الأمن بالبلاد، إضافة إلى مواجهة النفوذ الروسي.
وتشير تقارير إلى أن ليبيا تضم نحو 10 قواعد عسكرية إما مشغولة بالكامل أو جزئيًا بقوات أجنبية، بينما يقدر عدد المقاتلين الأجانب بنحو 20 ألفا، رغم الدعوات المتكررة لسحبهم.
ويرى مراقبون أن انتشار المرتزقة في ليبيا ساهم في تعقيد الأزمة السياسية الليبية وجعل تحقيق الاستقرار والسلام المستدام أمرا صعبا.
الموقع أكد أن تنامي التعاون العسكري بين حفتر وروسيا يثير مخاوف أمريكية وغربية من تغلغل النفوذ الروسي في شمال أفريقيا، خاصة بعد تقارير عن عقد اتفاقيات عسكرية مشتركة، وكذلك حديث عن عزم موسكو إقامة قاعدة بحرية في شرق البلاد.
وتتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي.