قال أبو القاسم قزيط، عضو الدولة الاستشاري إن بعض المبعوثين الأمميين الذين توافدوا علي ليبيا لم يكونوا يمتلكون فهما حقيقيا للحالة الليبية، وبعضهم قالوا إنهم كانوا يخضعون لإكراهات بعض الدول.
ويرى قزيط في تصريحات نقلتها «الشرق الأوسط» أن ليبيا أصبحت ساحة مكشوفة للصراع الإقليمي والدولي؛ وبالتالي فإن حجم هذا التدخل هو أكبر بكثير من قدرة أي موظف دولي.
عضو الدولة الاستشاري أضاف أن الحقيقة، فإنه باستثناء بعض المحطات، لا توجد إرادة دولية حقيقية لإنتاج حل في ليبيا»، لافتا إلى أن أي مبعوث يأتي إلى ليبيا إن لم يكن مدعوماً من بعض الدول الكبرى، فإنه لا يستطيع إنتاج أي حل حتى لو كان كفؤا.
وانتهى قزيط إلى أن البعثة «باتت منذ قرابة 3 سنوات غير محفزة، وأصبحت كابحة ومعرقلة لكل جهود التوافق».
وبعد أربعة أشهر فقط، من رحيل المبعوث الأممي الخطيب عن ليبيا، أتى من بعده البريطاني إيان مارتن، ثم طارق متري، الأكاديمي اللبناني، ثم الإسباني برناردينو ليون، وأعقبه الألماني مارتن كوبلر، والأكاديمي اللبناني غسان سلامة، وستيفاني ويليامز الدبلوماسية الأمريكية، ويان كوبيتش الدبلوماسي السلوفاكي السابق، ثم عبد الله باتيلي.
وطرح غالبية هؤلاء المبعوثين أفكاراً، وتقدموا بمبادرات، بعضها أثمر نتائج ملموسة مثل اتفاق «الصخيرات» الذي وقُع في المغرب نهاية عام 2015، وبعضها الآخر تعثرت لأسباب عديدة.
ويتركز الخطاب السائد بين قطاع واسع من السياسيين الليبيين في الغالب حول سطوة «التدخلات الخارجية»، وقدرتها على التأثير في عمل البعثة الأممية.
وسعى باتيلي في 23 نوفمبر 2023، لطرح مبادرة تهدف لإحياء مسار الحل السياسي، تمحورت حول جمع القادة الليبيين على طاولة حوار لحل الخلافات المتعقلة بالانتخابات، لكنها تعثرت.
وفي ظل تصاعد حرب النفوذ السياسي والعسكري بين جبهتي شرق ليبيا وغربها، تواصل البعثة الاستماع إلى جميع الأطراف السياسية والاجتماعية، فضلاً عن جولات خارجية ذات صلة بالعملية السياسية الليبية.