قالت صحيفة الشرق الأوسط إن تصريحات موسى الكوني، النائب بالمجلس الرئاسي الليبي، التي قال خلالها إن بلاده محتلة بقواعد أجنبية أثارت حالة من الجدل بين مختلف الأطراف المحلية.

واعتبر المحلل السياسي الليبي، محمد محفوظ، أن تصريحات الكوني التي أثارت حالة من الجدل، لم تحمل جديدا ولكن الفارق أن هذا الشرح لتفاصيل المشهد السياسي المعقد جاء أمام منبر خارجي وبمشاركة دبلوماسيين غربيين وعلى لسان مسؤول برأس السلطة وشريك بصناعة القرار، وليس ناشطا سياسيا أو مراقبا.

وتوقف محفوظ في تصريح نقلته «الشرق الأوسط» عند حديث الكوني عن توسع نفوذ صدام حفتر بالمنطقة الغربية، مؤكدا أن الكوني كان يشير لما يردده الجميع عن وجود تحالفات غير معلنة بين نجل حفتر وحكومة الدبيبة.

وفي نهاية مارس الماضي دعا التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني السلطات القضائية والرقابية لفتح تحقيق في أنشطة شركة أركنو النفطية المرتبطة بصدام حفتر والتي، وفقاً لتقرير أممي، صدّرت نفطاً بقيمة 600 مليون دولار، إلا أن المؤسسة النفط نفت تلك التقارير.

وعبر التحالف، في بيان له، عن قلقه إزاء الأنشطة المشبوهة لـ(أركنو)، وقال إنها تأسَّست في ظروف غامضة عام 2023، بشراكة بين طرفَي الصراع في شرق ليبيا وغربها.

الباحث بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، جلال حرشاوي وصف تصريحات الكوني عن احتلال ليبيا بكونها غير مفيدة أو معمقة.

وعلّق في تصريح نقلته «الشرق الأوسط» على حديث الكوني بشأن نفوذ قادة الأجهزة والتشكيلات المسلحة بالمنطقة الغربية، وقال إنه ليس صحيحا أن صدام حفتر لديه نفوذ داخل طرابلس.

واعتبر المحلل السياسي الليبي، عبد الله الكبير، حديث الكوني عن توسع نفوذ صدام حفتر حال ثبوت صحته، قد يسهم فعلياً في إضعاف سلطة حكومة الدبيبة بمناطق سيطرتها، مشددا على أن تصريحات الكوني بددت أي آمال كانت موجودة لدى البعض حيال إمكانية إجراء الانتخابات بالمستقبل القريب.

ويعتقد الكبير أن الكوني حاول عبر هذه التصريحات تقديم تبرير أو ما يشبه الاعتذار عن عدم قدرته ومجلسه عن القيام بأي خطوة حيال الواقع المأزوم بالمشهد السياسي والعسكري بالبلاد.

وكان الكوني قد تطرق خلال حديثه أمام مؤتمر نظمه «مجلس العلاقات الأميركية – الليبية»، مساء الجمعة الماضي، عن واقعة منع طائرته لدى عودته للبلاد قادما من إحدى الدول الأفريقية من الطيران فوق قاعدة (براك الجوية)، التي قال إن قوات روسية تسيطر عليها.

وعدّد الكوني أسماء القواعد العسكرية التي تحتل ليبيا وتوجد بها القوات الروسية، ومنها «الخادم والجفرة وبراك والقرضابية، وتمنهنت والسارة»، كما أشار لوجود قوات تركية في قاعدتي «الخمس والوطية».

وكان الكوني يتحدث أمام مؤتمر نظمه «مجلس العلاقات الأميركية – الليبية»، مساء الجمعة الماضي، في واشنطن، وقال إن القوى المسلحة في شرق ليبيا وغربها باتت تحتكر السلطة بحكم امتلاكها للمال والقوة، مدللاً على ذلك بأن صدام، نجل خليفة حفتر يحكم في العاصمة طرابلس أكثر ما يحكم فيها عبد الحميد الدبيبة.

Shares: