قالت صحيفة العربي الجديد إن مرضى السرطان في ليبيا يواجهون خطر تناول الأدوية المغشوشة في ظل انتشارها في الأسواق، وسط تحذيرات متأخرة من السلطات المعنية، ما قد يهدد حياتهم.

العربي الجديد أضافت أن معاناة مرضى السرطان في ليبيا تزداد بسبب انتشار الأدوية المغشوشة في ظل التقصير الحكومي في متابعة هذا الملف، لافتا إلى أن وزارة الصحة في حكومة الدبيبة أصدرت تعميما عاجلا يحذر من الأدوية المغشوشة المنتشرة في الأسواق المحلية.

الصحيفة أوضحت أن أزمة أدوية الأورام المغشوشة تفجرت في سبتمبر 2023، عندما أرسل المعهد القومي لعلاج الأورام في مدينة مصراتة بلاغا رسميا إلى حكومة الدبيبة يحذر من استيراد أدوية وصفها بـ”المغشوشة” و”مجهولة المصدر”، بعدما رصدت أنواعا من الأدوية تسببت في مضاعفات صحية خطيرة لمرضى الأورام، من بينها تفاعلات حساسية حادة وتسريع تطور المرض.

وأوضح المعهد في بلاغه الذي نشره على صفحته الرسمية على “فيسبوك” أن اللجنة العلمية بقسم الباطنة وأمراض الدم في المعهد رفضت قبول هذه الأدوية التي استوردها جهاز الإمداد الطبي التابع للحكومة، وطالب بإحالة الأمر بصفة ملف إلى النيابة العامة لمحاسبة المسؤولين.

صحيفة العربي الجديد أشارت إلى أن صحة الدبيبة التي يتبع لها جهاز الإمداد الطبي، نفت أي علاقة للجهات التابعة لها باستيراد أدوية مغشوشة، وتلقي أي تحذيرات مسبقة من المعهد القومي للأورام، كما أعلنت تشكيل لجنة تضم خبراء للتحقيق في مصدر الشكوى.

العربي الجديد أكدت أن أعداد المصابين بالأورام ظلت مجهولة، على مدار سنوات طويلة، لكن مركز مكافحة الأمراض بدأ في حصرهم، وأعلن مطلع العام الجاري أن عدد المصابين بالأورام في ليبيا بلغ 23 ألفاً و125 مريضا.

ولفتت إلى أن رئيس المركز حيدر السائح أكد وجود أعداد إضافية غير مسجلة في المنظومة، ما يشير إلى أن حجم الأعداد أكبر من المعلن عنه، خصوصاً مع اتجاه الكثير من المرضى إلى الخارج بحثاً عن العلاج والأدوية، في ظل النقص الذي تعاني منه المراكز والمستشفيات المحلية في إمكانياتها وكوادرها.

الطبيب المتخصص في أمراض السرطان رجب السهولي أعرب عن قلقه من استمرار تسرب الأدوية المغشوشة إلى الأسواق، في تصريح نقلته “العربي الجديد”: “خطورة هذه الأدوية تتضاعف لأنها تتعلق بمرضى يعانون من أمراض ذات حساسية عالية، وأي تلاعب في التركيبة الكيميائية قد يؤدي إلى انتقال أوضاعهم الى مستويات خطرة جداً”.

ويرى السهولي أن تحذير حكومة الدبيبة بشأن الأدوية المغشوشة “متأخر”، معتبرا أن دخولها إلى السوق دليل على غياب آليات الرقابة، متسائلا: لماذا لم تعلن أي جهة عن ضبطه حتى الآن ما دامت الوزارة وجهت نداء إلى الجهات الرقابية والأمنية؟.

وفي سياق الفوضى التي يعانيها ملف مرضى السرطان، كشف مكتب النائب العام الليبي في يناير 2024 عن اعتقال مسؤولين تابعين لمكاتب الصحة بالبلديات في حكومة النواب لتورطهم في فضيحة إدراج أسماء في قوائم المستفيدين من الإعانات المالية المخصصة لمرضى السرطان، رغم أنهم لا يعانون من المرض.

Shares: