نشر الناشط حسام القماطي عبر صفحته على موقع فيسبوك وثائق تتعلق بقضايا تعذيب موثقة في المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم السويدية ضد ضد مليشيات الغنيوات.
وتشير الوثائق إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في سجن أبو سليم، الذي كان في السابق حديقة حيوانات وتم تحويله إلى مركز احتجاز.
وتوثق المستندات حالتين رئيسيتين لضحايا التعذيب، الأولى تخص شخصاً يُشار إليه بالرمز “AH” والثانية لشخص يُرمز له بـ “SA”.
قضية الضحية الأولى (AH)
وفقاً للوثائق التي نشرها القماطي، تم نقل الضحية “AH” معصوب العينين ومقيد اليدين إلى سجن أبو سليم، حيث تعرض خلال رحلة النقل للضرب والركل والخنق المتكرر على أيدي أشخاص ملثمين ومسلحين.
داخل السجن، احتُجز “AH” في غرفة تضم 20 شخصاً، محاطة بجدران معدنية دون نوافذ. وتعرض لأساليب تعذيب متنوعة شملت:
- الضرب بالزجاج والعصي
- الحرمان من النوم والماء والطعام الكافي
- منعه من استخدام الحمام لأكثر من دقيقة واحدة، مما اضطره للتبول في زجاجة.
- الاعتداء الجنسي والإهانة اللفظية المستمرة.
وتصف الوثائق “أسوأ يوم” مر به الضحية، حيث تعرض لضرب مبرح أدى إلى فقدان سمعه في الأذن اليمنى نتيجة تمزق طبلة الأذن، وكسور في العظام، وفقدان بعض أسنانه، وانتفاخ أصابعه لدرجة عجزه عن تحريكها. كما أُجبر على مشاهدة تعذيب سجناء آخرين.
وأكدت التقارير الطبية المرفقة وجود ندبات في الرأس والأنف، وإصابات في الركبة والفخذ، وسقوط سن، ومشاكل في التنفس والسمع والانتصاب والركبة اليسرى، وربطت التقارير بشكل مباشر بين هذه الإصابات وممارسات التعذيب الموصوفة.
قضية الضحية الثانية (SA)
أما الضحية الثانية “SA”، فقد اقتيد إلى مقر مليشيا في أبو سليم، حيث هدد بالقتل وتعرض لانتهاكات جسيمة منها:
- سحب أربعة من أسنانه باستخدام كماشة.
- الاحتجاز في زنزانة صغيرة لا تتجاوز متراً مربعاً واحداً، تفوح منها روائح العرق والبول.
- التجويع والضرب والتعذيب الجسدي والنفسي المستمر.
وتشير الوثائق إلى أن “SA” لم يُتهم رسمياً ولم يُعرض على محكمة طوال فترة احتجازه.
تُعد هذه الوثائق التي نشرها القماطي جزءاً من أدلة تم تقديمها للمحكمة الجنائية الدولية والمحاكم السويدية، في إطار محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا.