تحمل زيارة عبد الحميد الدبيبة إلى الإمارات في طياتها دلالات سياسية واقتصادية معقدة، خاصة في ظل التباين الواضح في المواقف بين البلدين بشأن الأزمة الليبية.
لطالما كانت الإمارات داعمًا رئيسيًا لخليفة حفتر، هذا الدعم الذي أثار انتقادات واسعة من قبل حكومة الدبيبة، التي تتهم الإمارات بالتدخل في الشؤون الداخلية لليبيا وانتقاص من سيادتها.
وتزامنت زيارة الدبيبة التي تمت قبل يومين، مع اتهامات لحكومته بالرضوخ لضغوط إماراتية للتطبيع مع إسرائيل، وهو ما نفاه الدبيبة بشدة.
ومع ذلك، فإن هذه الاتهامات تلقي بظلال من الشك على أهداف الزيارة وتثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار الليبي.
وبحسب البيانات الرسمية، هدفت الزيارة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة في مجالات الاستثمار والطاقة.
كما تم التطرق إلى آخر المستجدات السياسية في ليبيا وجهود التوصل إلى حل سلمي للأزمة.
يمكن اعتبار الزيارة محاولة من الدبيبة لفتح قنوات اتصال مع الإمارات، التي تعتبر لاعبًا مؤثرًا في الساحة الليبية.
وهو ما يطرح تساؤلات حول أهداف حكومة بن زايد لتوطيد العلاقات مع الدبيبة ومد جسور التواصل بينهما بعد زيارة سابقة للدبيبة عام ٢٠٢٣.
فيما يرى مراقبون، أن العلاقات الليبية الإماراتية تظل محفوفة بالتحديات، خاصة في ظل استمرار دعم الإمارات لحفتر والاتهامات بالتطبيع.
ويؤكد محللون مهتمون بالشأن الليبي، أن هذه الزيارة تُظهر حجم التنافس الإقليمي على النفوذ في ليبيا، وتُبرز أهمية هذا البلد في معادلة القوى الإقليمية.
والتقى عبد الحميد الدبيبة برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي، قبل يومان في زيارة لم تكن معلنة قبل سفر الدبيبة ما يثير التساؤلات حول توقيتها ودلالاتها وأهميتها.