نشرت صحيفة العرب اللندنية تقريرا حول تعامل عبد الحميد الدبيبة مع المليشيات المسيطرة على غرب ليبيا، وما تمثله من فوضى، نتيجة عجز السلطات على بسط نفوذها بالكامل على منطقة الغرب.
وقالت الصحيفة أن الدبيبة يحاول إظهار قدرته على الإمساك بزمام الأمور الأمنية بالقول إن حكومته ماضية في بناء مؤسسات أمنية مهنية قادرة على حماية الدولة والمواطن، في حين إن مظاهر الفوضى تفرض إيقاعها في عدد من مناطق غرب البلاد،
وأضافت الصحيفة أن الأحداث المتتالية تشير إلى أنه من الصعب على الدبيبة الوفاء بوعوده وفرض الأمن، حيث تعجز السلطات الحاكمة عن بسط نفوذها بالشكل الكامل، خاصة في مواجهة الجماعات المتشددة وأمراء الحرب النافذين.
ويرى متابعون أن تصريحات الدبيبة مناقضة للواقع، وليست أكثر من حبوب مسكنة كتأكيده على التزام حكومته بدعم المؤسسة الأمنية والعمل على تطوير إمكانياتها لضمان أداء مهامها بفعالية وكفاءة.
الصحيفة أشارت إلى قيام مجموعة مسلحة في زليتن بالهجوم على منارة السبعة الفواتير وترويع المصلين، كما طردت الطلاب بحجة إلقاء بيان باسم مجمع القرآن الكريم.
كما سعى المسلحون إلى استباق إعادة افتتاح المنارة ليلة السابع والعشرين من رمضان من العام الحالي بالسيطرة عليها تنفيذا لمخطط الجماعات السلفية المتشددة التي تواصل تمددها في مختلف مناطق البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن عددا من الأهالي أعلنوا وقوفهم إلى جانب اللجنة المشرفة على المنارة برئاسة عبدالهادي عبدالله أبوكيل وساهموا في التصدي للمجموعة المسلحة.
وذكرت مصادر محلية أن هناك حالة احتقان تعم مدينة زليتن، وتخضع في جانب منها لسيطرة ميليشيات مصراتة، وذلك بسبب جماعات سلفية متشددة لمحاصرة الجماعات الصوفية العريقة في المدينة المرتبطة بمدرسة عبدالسلام الأسمر الفيتوري.
ويذكر السكان المحليون كيف قام سلفيون مسلحون في الثالث والعشرين من أغسطس 2012 بهدم وتفجير ضريح ومسجد الشيخ عبدالسلام الأسمر وزاويته، وحرق الآلاف من الكتب التاريخية في مكتبته، مستخدمين القنابل والجرافات، باعتبارها مزارات وثنية وفق وصفهم.
ويضيف المراقبون أن السكان في غرب ليبيا مستاؤون جراء استمرار فوضى السلاح وتحرك الميليشيات وتراجع سيادة الدولة وتراخي قبضتها عن تنفيذ القوانين بالشكل الذي يسمح بتجاوز حالة الانفلات الأمني والإفلات من العقاب.
وفي مدينة الزاوية، قالت وسائل إعلام محلية إن حاتم الغايب آمر جهاز البحث الجنائي في فرع الغربية نجا من محاولة اغتيال استهدفت سيارته في منطقة أبوصرة، في حادث يشتبه بتورط عناصر أمنية فيه، مشيرة إلى أن سيارة الغائب تعرضت لإطلاق نار كثيف عند خروجه من منطقة أبوصرة.
واندلعت اشتباكات مسلحة عند إشارة الضمان في مدينة الزاوية مساء الإثنين، تخللها تبادل كثيف لإطلاق النار تزامنا مع سماع دوي انفجار قوي في المنطقة، كرد فعل على محاولة الاغتيال.
وتعتبر أوساط ليبية أن ظهور أمير حرب متهم رسميا بجريمة قتل وملاحق قضائيا في إفطار رمضاني مع مسؤول حكومي بارز، يضع مكتب النائب العام في حالة من الحرج البالغ ويكشف عن تفاقم ظاهرة الإفلات من العقاب التي تواجهها ليبيا برعاية من السلطات الحاكمة.
وذكرت التقارير أن إبراهيم الدبيبة دعا أعيان ووجهاء قبيلة الزنتان إلى التواصل مع آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجبيلي، لحثه على فك ارتباطه مع حفتر، والسماح لقوات وزارة الدفاع التابعة لحكومة الدبيبة بالسيطرة على غدامس والقاطع الحدودي مع الجزائر.