كشف موقع “أفريكا إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي، أن حسن الزادمة، قائد اللواء 128، أصبح عاملاً رئيسياً في تصاعد التوترات القبلية في فزان، مما قد يهدد تحالفات حفتر، خاصة مع النيجر.
وأشار التقرير إلى أن التوترات بين حسن الزادمة وصدام حفتر، والوضع المضطرب في القطرون أدى إلى تصاعد العداء بين قبيلة أولاد سليمان ومجتمع التبو، ما ينعكس سلباً على استقرار منطقة فزان ويمتد تأثيره إلى النيجر وتشاد.
ولفت التقرير إلى أن صدام حفتر كان له نظرة قاتمة تجاه النفوذ المتزايد للإخوة الزادمة الثلاثة، حسن وسالم وزيدان، في الدوائر العسكرية والسياسية والقبلية، ولكن بمحاولته إضعاف نفوذ هذه العائلة التي تنتمي إلى أولاد سليمان، فقد أبعد ليس فقط هذه القبيلة، بل أيضًا مجتمع التبو الذين لهم ثقل عسكري في الجنوب.
ويقود حسن الزادمة اللواء 128 القوي، المتمركز في فزان، سالم الزادمة نائب رئيس وزراء الشرق أسامة حمد، بينما يتولى زيدان الزادمة مسؤولية التنسيق داخل قبيلة أولاد سليمان. بالإضافة إلى جذورهم المحلية، ويتمتع آل الزادمة بعلاقة خاصة مع الإمارات العربية المتحدة، حيث يزورونها بانتظام.
وفي 12 يناير دعم صدام حفتر إقالة حسن الزادمة من قيادة الجيش التي كانت تضم اللواء 128، ثم أرسل لواءً آخر من جيشه، اللواء 87، إلى الجنوب لدعمه وجمع معداته، وأدت هذه المحاولة إلى اشتباكات عنيفة بين القوتين في 12 فبراير في القطرون، حيث احتفظ حسن الزادمة بدعم رجاله، بمن فيهم قوات التبو.
وفي تطور آخر، اعتقلت مليشيات حفتر المعارض النيجيري محمود صلاح في القطرون، واحتُجز في بنغازي وهو ما أثار تدخلاً فرنسياً، حيث ناقش الرئيس إيمانويل ماكرون القضية مع حفتر خلال اجتماع في قصر الإليزيه، نظراً لعلاقة هذه القضية بالتوازنات القبلية في المنطقة.
التقرير أكد أن ماكرون يراقب عن كثب وضع الرئيس النيجيري السابق، محمد بازوم.
منظمة العفو الدولية في 17/12/24 دعا صلاح إلى إطلاق سراح بازوم، الذي أطاح به الجنرالات بقيادة عبد الرحمن تشياني في يوليو 2023، في حين أن صلاح من التبو، فإن انتماء بازوم القبلي إلى أولاد سليمان يعزز فقط التنافس القبلي مع عشيرة حفتر.
على الرغم من انتشار شائعات حول إطلاق سراح صلاح، نفت مصادر مقربة منه ذلك، كما نفت ذلك حركة تنسيقية القوى الحرة في النيجر (CFLN) في بيان صحفي نُشر في 11 مارس.
يرى التقرير أن السيطرة على مناجم الذهب في جنوب شرق ليبيا، القريبة من السودان وتشاد، هي أحد المحاور الأساسية للصراع بين الزادمة وحفتر.
كما أن القاعدة العسكرية في الكفرة، التي شهدت إعادة تأهيلها سراً في نوفمبر، تُستخدم حالياً كمركز لوجستي للقوات الروسية التابعة لفيلق أفريقيا (سابقاً بفاغنر)، مما يمنحها أهمية استراتيجية في المنطقة
التقرير أوضح أن القاعدة بالكفرة موقعها الاستراتيجي يخدم مصالح الإمارات العربية المتحدة في نقل المساعدات إلى محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، قائد قوات الدعم السريع، التي تدعمها الإمارات في حربه في السودان.